11-03-2021, 02:04 PM | #1 |
|
١٣٢
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة *132* *تفقد شهداء أحد ..* *الجزء الأول .* انصرفت قريش بعد المعركة راجعة إلى مكة بعد أن قامت كما ذكرنا بعمل لم تعهده العرب من قبل وهو التميثل بجثث الشهداء* رضي الله عنهم أجمعين. و قام ﷺ يتفقد أصحابه رضي الله عنهم *فالتفت يميناً وشمالاً فقال: *أين عمي أين أسد الله حمزة ؟* *أين حمزة ما كان ليفر !* "يعني معاذ الله أن يهرب من أرض المعركة ويدخل المدينة" أين حمزة أين اسد الله ؟ فسكت الصحابة*رضي الله عنهم مع أن عدد منهم يعلم أن حمزة قد استشهد وقد رأوه وهو يسقط . ولكن بماذا يجيبونه وهو يسأل عن عمه أقرب الناس إليه وأخوه من الرضاعة وصديق الطفولة ماذا يجيبونه ؟ فكررها*. مالكم لا تجيبون ؟ أين أسد الله؟؟؟ ثم نزل لسفح الجبل*فأراد أحد الصحابة رضي الله عنهم أن يكسر قوة الصدمة للنبي ﷺ وقال : يا رسول الله سمعت قائلاً يقول أنه عند الصخرة تلك قد أصيب حمزة*رضي الله عنه فلا ندري أجريح هو أو غير ذلك . فهرول النبي ﷺ إلى الصخرة فسبقه رجال إليها*.... وهم يعلمون أن حمزة قد أصيب فلما رأوا المثلة "أي تشويه جسده وما فعلته قريش بحمزة رضي الله عنه ذهلوا*و قالوا : لا حول ولا قوة إلا بالله . كيف يراه النبي صلى الله عليه وسلم الآن ؟ فأستقبلوا النبي ﷺ قبل أن يرى حمزة رضي الله عنه وقالوا : يا رسول الله احتسب عمك عند الله تعالى قال : ابتعدوا أرونيه ...... فزاح له الصحابة رضي الله عنهم *فوقف ﷺ عند جثته . وكانت صدمة ما بعدها صدمة له ﷺ .* نظر إليه وسكت طويلاً*.... وبكى بكاء شديداً..... يقول الصحابة رضي الله عنهم ما رأيناه باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.. ثم قال وهو يبكي : ما أصبت بمثلك أبداً وما وقفت موقفاً أغيظ علي من هذا*. *والذي أرسلني بالحق لأن أظهرني الله على قومك يوماً لأمثلنا بسبعين من رجالهم*.* "غضباً وحزناً توعد وأقسم أن يثأر لعمه لأن العرب لم تعرف المثلة . فما هذا الخلق الشنيع الذي فعلته قريش اليوم ؟ شق البطون وجذع الأنف وقطع الآذان . فلما قال النبي ﷺ ذلك تعاطف معه أصحابه رضي الله عنهم وأخذوا يقسمون بالله لأن أظهرهم الله على قريش ليمثلون بهم مثلةً يتحدث عنها التاريخ . انظروا إلى جلال هذا الدين وعظمته لم يمهل النبي ﷺ حتى يرجع للمدينة وينهي تقبل العزاء . كلنا نعلم أن الرجل عندما يكون مصاب يغفرون له مواقفه ويمهلونه حتى تبرد الصدمة*. فإن كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة تبدأ عظيمة كبيرة ثم تصغر*. لو كانت كل يوم تكبر و تزداد تقتل أصحابها . أول سماعك بموت أحدهم تكون مصيبة كبيرة* ولكن في اليوم الثاني والثالث تبدأ تهدأ . في اليوم الرابع أخف بكثير*. لذا استحسن العلماء الجلوس للتعزية "ثلاثة أيام " *مع أنها لم تكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم و لا أصحابه رضي الله عنهم* ولكن استحسنوها في ما بعد من باب أن يمتصوا هذه الصدمة ويواسوا أهل المصاب حتى تخف صدمة ذلك المصاب*. فلما قال النبي ﷺ مقسماً أنه سيمثل بسبعين ونادى أصحابه من حوله أنهم سيمثلوا بأعداد منهم : هبط جبريل عليه السلام فوراً والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على جثة حمزة رضي الله عنه... هبط جبريل ، فأخذته ﷺ الغشية فعلموا أنه يوحى إليه*... وإذا بالله جل في علاه يقول له* *وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ♡ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ♡ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ♡* عاقبوهم بالقتال فقط... أما تشويه الجثث كما فعلت قريش فهذا لا يرضي الله عز وجل*... *وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ...* واصبر يا محمد صلى الله عليه وسلم... *لأنك قدوة للناس* وانظروا إلى عظمة هذا النبي ﷺ . الذي هو بشر كما قال عنه القرآن الكريم* *قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ...* فعندما يسمو هذا البشر فوق كل مقاييس البشرية . أليست هذه العظمة ؟ في نفس الموقف قبل قليل يقسم أنه سيمثل بسبعين*. فلما جاءه ﷺ الأمر الإلهي*... لم يكن يعلم القرآن قبل أن يوحى إليه ولم يكن يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه... نزل الوحي فإذا بالنبي ﷺ يغير الموقف في نفس اللحظة*. ماقال مهلآ ليبرد غضبنا ليبرد حزننا.... قال *سمعاً وطاعة يارب*.* ثم تلا الآيات على أصحابه*رضي الله عنهم : وقال *نصفح ونصبر وإن أظهركم الله يوماً على قريش فلا تمثلوا بهم .* ثم يبشرهم لن تنال قريش منكم حتى تستلموا الحجر . "أي الحجر الأسود عند الكعبة" يواسيهم ويرفع معنوياتهم ليس مجاملة ولكن بيقين الوحي أي سنفتح مكة . جراحهم تنزف وهو يبشرهم بفتح مكة... *وكان دائما يوصي أصحابه أياكم والمثلة.... ثم نظر بمقربة من حمزة رضي الله عنه "وليس حمزة شهيد فقط بل عدد من أصحابه رضي الله عنهم فتذكر الرؤيا حين استشارهم" *رَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ .* *وَرَأَيْتُ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلَمًا .* *وَرَأَيْتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ .* قالوا : فما أولتها يا رسول الله . قال ﷺ *فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون*.* *وأما الثلم الذي رأيت في سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل .** وهذا حمزة عمه قد قتل وها هم أصحابه قد قتلوا*رضي الله عنهم أجمعين... فنظر بمقربة من حمزة رضي الله عنه فإذا هو "مصعب بن عمير" رضي الله عنه وإذا هو قد مثل به أيضاً فجاء و وقف على جثته ثم بكى حتى ابتلت لحيته وسُمع صوته بالبكاء*..... لم يكن من عادته ﷺ إذا ضحك أو بكى أن يرفع الصوت إلا نادراً . إذا ضحك تبسم وإذا بكى دمعت عيناه وسالت الدموع على لحيته صلى الله عليه وسلم من غير أن يرفع الصوت . ولكنه في هذا الموقف قالوا سمعنا صوت بكائه ﷺ حين وقف أمام مصعب رضي الله عنه وأخذ يخاطب جثة مصعب* وهو يقول له: *لقد رأيتك يوماً في مكة وأنت أنعم فتى في مكة*.* لقد رأيتك يوماً في مكة ، وأنت أنعم فتى وأجملهم حلة "أي أغلاهم ثياب"وأطيبهم ريحاً "لأن الدنيا كانت بين يديه ، والذي تنفق عليه أمه" فلما أسلم حرمته أمه من المال حتى يرتد عن هذا الدين . فقال لا حاجة لي للمال فترك كل هذا لله حتى أصبح أفقر شاب يلبس الخشن .... فكان يلبس كيس خيش في مكة . وهو أول سفير في الإسلام أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد ذكرنا ذلك عندما أسلم على يديه "سعد بن معاذ" ثم يقول له النبي ﷺ*. *واليوم أراك أشعث أغبر ، بثوب إن أردنا أن نستر رأسك به كشفنا عن قدميك .* *وإن أردنا أن نستر قدميك كشفنا عن رأسك .* فلمح النبي ﷺ وهو واقف امرأة تأتي من بعيد تشق صفوف القتلى تبحث*... فلما تبّصرها علم أنها عمته "صفية بنت عبد المطلب" أخت حمزة*رضي الله عنهم فنادى النبي صلى الله عليه وسلم على الزبير ولدها دونك المرأة.. "أي رد أمك كي لاترى ما فعل بأخيها"..... فأسرع الزبير*رضي الله عنه... وقال : يا أماه إن رسول الله يأمرك أن ترجعي* فضربت بيدها صدره* وصرخت.... يا لكع لقد بلغني ما وقع من أخي من مثلة وإني أحتسبه عند الله . الحمد لله أن رسول الله سالماً*. فجاء الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم*... فقال : دعها*. فلما اقتربت نظرت إلى أخيها وبكت واحتسبت عند الله*تعالى... وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا وقد سلمك الله لنا فلا نبالي بمن عطب.... "بمن قتل واستشهد" هذان ثوبان..... وقد بلغني ما فعل بحمزة*رضي الله عنه فجئت بثوبين تجمع اشلائه بهما.... "لأن الشهيد لا يكفن يدفن بثيابه فالثوبين حتى يردوا أعضائه لبعضها فقد بقر بطنه" فنظر النبي ﷺ بالثوبين وبكى.. وقال ﷺ : *ما كان لمحمد رسول الله أن يكفن عمه بثوبين ويترك مصعب لا ثوب له*.* *أعطوا ثوب لحمزة وثوب لمصعب .* *فلفوا حمزة بثوب ولفوا مصعب بثوب وكان الثوب لا يكفي مصعب .* فقالوا : يا رسول الله إن الثوب قصير .... إن سترنا رأسه كشفت ساقيه . وإن سترنا ساقيه كشف رأسه * فقال ﷺ: *اجعلوا الثوب لرأسه وادفنوه مع حمزة في قبر واحد .* رضي الله عن الصحابة أجمعين وجزاهم ربنا خير الجزاء على ما قدموا للإسلام والمسلمين.... وجمعنا بهم في جنات النعيم ورزقنا الإستقامة على هديهم وسبيلهم. ✨✨✨✨✨ الأنوار المحمدية... يتبع بإذن الله تعالى.... ١٣٢ |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-03-2021, 02:48 PM | #2 |
|
شكرًا لأطروحاتك المميزة
تقديري .. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-03-2021, 04:28 PM | #3 |
|
رد: ١٣٢
جزاك الله خير
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-03-2021, 05:39 PM | #4 |
|
رد: ١٣٢
حفظكم الله اختي
ابنة القمر وكل الشكر على مرورك القيم في متصفحي المتوااضع دمتي بوود |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-03-2021, 05:39 PM | #5 |
|
رد: ١٣٢
حفظكم الله اختي
العبيير وكل الشكر على مرورك القيم في متصفحي المتوااضع دمتي بوود |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-03-2021, 05:46 PM | #6 |
|
رد: ١٣٢
جزاك الله خير الجزاء
في ميزان حسناتك يعطيك العافيه :24g1: |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
١٣٢ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|