الالعاب أقلام مبدعة اضافة خلفية للموضوع إبداعاتِكم قوانين مجتمع غلاك
العودة   مجتمع غلاك > المجلس الأدبي > القصص والروايات والمسرح " يمنع المنقول"

سيتم حذف جميع نقاط هوامير غلاك لجميع الاعضاء مع بداية شهر محرم إعلان هام
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-2023, 09:28 PM   #25
سعود .
http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869


الصورة الرمزية سعود .
سعود . متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 161
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : اليوم (01:36 AM)
 المشاركات : 16,382 [ + ]
 التقييم :  1775122
لوني المفضل : #469b91
افتراضي رد: بلدتي ضاق وجودي بك .



للجميع
نورتوا
والتوقعات والتخمينات للأن غير صحيحه
وان شاء الله النهايه تكون منصفه ومرضيه

دمتم بخير


 

رد مع اقتباس
قديم 11-07-2023, 11:54 AM   #26
سعود .
http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869


الصورة الرمزية سعود .
سعود . متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 161
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : اليوم (01:36 AM)
 المشاركات : 16,382 [ + ]
 التقييم :  1775122
لوني المفضل : #469b91
افتراضي رد: بلدتي ضاق وجودي بك .



الجزء السادس


استدار المفتش حمد نحو طريق البر ومشينا إلى أن وصلنا إلى استراحة تبعد قليلاً
عن المدينة فٌتحت البوابة ودخلنا إلى الاستراحة التي كانت خالية لا يوجد بها إلا مبنى صغير كالبيت
وآخر يبدو أنه مجلس والساحة لا يوجد بها إلا نخلتين
توقفت السيارة عند المبنى الصغير ونزل المفتش حمد ونزلنا بعدها نحن
دخلنا إلى هناك كان المبنى صغير لم يلفتني المكان
جلست على أقرب كرسي وأنا أنظر إليهم انتظر أحد منهم يخبرني شيئاً
خرج عبد الرحمن وبيده هاتف أعطاه إياه المفتش حمد أما صالح صعد إلى الاعلى ولا أعلم إلى أين
لم يتبقى إلا أبو مشاري والمفتش حمد
جلسا معي بدأ المفتش حمد بالكلام
: آسر أعلم أنك لم تصدقني ولا ألومك في ذلك ولكن الأمر كبيراً للغاية
وأنا لا اريد أن أرى الظلم واسكت عنه
عندما علمت بأنك بريء ولا علاقة لك بأي شيء
لم أرضى إلا بخروجك
ومساعدتك
: وكيف عرفت ببراءتي
ألتفت إلى أبو مشاري وهو يربت عليه: من ابن عمك فارس
ألتفت إلى أبو مشاري وهو ينظر إليَ بنظرة مستعطفه
أكمل المفتش حمد: نعم انه ابن عمك فارس
والذي أتى إليك ما هو إلا رجل من رجال من أرادوا
بك إلى الهاوية وهم من دبروا كل هذه الجرائم.
وقفت وأنا أكاد أجن درت قليلاً في الصالة والتفت إليهم: هل تطلبون مني أن أصدق كل هذا
اتجه إليَ أبو مشاري أو فارس وقد أخرج بطاقة العائلة وصورة كانت تجمع والدينا سوية
: انظر أليس هذا عمك تركي؟
كان عمي وبجانبه شاباً وبجانبهما أبي
دققت بصورة الشاب وألتفت إلى أبو مشاري
أنه هو.
: اشعر بصداع.
أعطيته الصورة وأنا أذهب إلى الكرسي كي ارتاح فقد أصبح رأسي يدور
أشعر بدوار في رأسي مد إلي المفتش حمد كوباً من الماء: أعلم أن ما أصابك لا يصدقه عقل
ولكن هذا ما حدث وما خُفي كان أعظم
ولكن يكفيك اليوم أن تسمع هذا الخبر فقد زلزلك كثيراً وفي وقت آخر سنتكلم
هل تريد أن تستريح قليلاً _وهو يشير إلى الأعلى _: هناك غرف عديدة اختر احداها وارتح بها
: لا أريد أخبروني بما يحدث رأسي سينفجر
من كثرة التفكير لا تبخلوا عليَ بتلك اللحظات فأنا طوال هذا السنتين وأنا أفكر
واسأل نفسي أخبروني ماذا يحدث؟
ألتفت المفتش حمد إلى أبو مشاري وتبادلا النظرات وكأنهم يقولون كيف نخبره
فضَل المفتش أن نبقى أنا وابن عمي وحيدين ويخبرني بكل شيء
خرج إلى الخارج وتركنا
نهض أبو مشاري إليَ وهو يجلس بجواري: لا أعلم كيف سأتكلم
ولكن ما حصل لم يكن بالحسبان أبداً
هل تعلم أن لدينا عم آخر؟
هززت برأسي بلا دون أن اتفاجأ فقد تفاجأت بما فيه الكفاية.
: لدى أبي أخ من أبيه لم نكن نعلم عنه إلا بسنواتنا الأخيرة
عندما مرض أبي وبدأ يشعر بالتعب الشديد فقد مكث في المستشفى
وقت طويلاً أخبرني ما حصل
كان لهم أخ من أبيهم ولم يكن أبي وعمي (والدك) يريدونه
كي يقتصر الميراث على أبي وأبيك وخططوا
للتخلص منه للأسف بطريقة بشعة
فقط كان عمره آنذاك في التاسعة عشر
جعلوه مدمن للمخدرات وحرضوه على القتل تم الإبلاغ عنه
والقبض عليه وأودع ما بين المصحات والسجون
وهم غادروا البلدة وتقاسموا الأموال فيما بينهم
وبعد سنوات طويلة عمي يبدو أن ضميره صحا _ قالها باستهزاء _
عاد إلى البلدة نفسها وزار أخيه الذي تعفن في السجن
وطلب منه أن يعفوا عنه وعن أبي فقط ظلموه وقد أعماهم
حب المال والحياة ولهوا عنه لا أعلم وقتها ما حصل
مع عمي وأخيه
أبي كان خائف جداً وقد تخاصم مع عمي عندما علم أنه أخبر أخيهم أنهم
السبب في مكوثه في السجن
وقتها أبي ذهب بنا إلى الخارج وعمي رفض الفرار أراد البقاء
وأن يطلب العفو من أخيه فقد كان متعب من ضميره وندم على ما فعله به، لذا هو عرف مكانك أولاً لأنك موجود كما أخبره عمي أنكم تقطنون هنا، أما أنا فقط كنت صغير
لم أدرك ما يحصل وبذلك انقطعت الاخبار بيننا وكبرنا
ونحن لا نعرف أن لدينا عم وابن أخ في بلدتنا.
: يا لهذه العائلةّ!
ابتسم فارس هو الاخر وهو يرى عبد الرحمن قد أتى
: وهذا ما يردده أخي من أبي عبد الرحمن دائماً
مد يده مصافحاً لي: أهلا بك آسر
لا أعلم ما أقوله لك ولكن عائلتنا قد عثوا بحياتنا كما يردون وها نحن الآن
نحصد سوء أفعالهم.
مددت يدي جلسنا سوية وبدأنا بالحديث عما حصل وكيف يمكننا الوصول إلى عمنا المجهول
والتواصل معه للتفاهم
لم أكن أحمل لأبناء عمي مشاعر أخوية أو مشاعر بأننا أقرباء وهم كذلك ربما
لأن الوضع الذي وضعنا به جردنا عن تلك المشاعر
ولكن تركنها للوقت ربما تحن قلوبنا على بعض
فقد كنا مكتظين من أهالينا جداً فهم السبب في وضعنا في هذا المأزق
وكم كنت أرى في أعين المفتش حمد والممرض صالح نظرات الاستنكار!
يا لهذه العائلة!
ساندنا كثيراَ المفتش حمد وتبنى الكثير من المغامرات الخطرة
والتي كانت من شأنها أن تنهي عمله وربما تلحق
الضرر به.

بعد ثلاثة أيام من غيابنا
كان البحث جاري عنَا في كل مكان .. وكان المتكفل بها المفتش حمد
لأن القضية من البداية كانت بيده
ما زال البحث عنَا جاري، والمتفش حمد بعلاقاته
وبمكانته استطاع أن يخفينا عن أعينهم جميعاً
لم نفارق المكان أبداً ولم نخرج إلى أي مكان
إلا تحت علم المفتش حمد والذي كان يأمن لنا احتياجاتنا
أما نحن كأبناء عمومة اتحدنا لمعرفة عمنا المجهول
ولم تكن أحاديثا إلا عن تلك القضية.
ومن خلال مكوثنا طوال الوقت معاً اتضح لي أن
أن فارس أكثر حكمة وروية من أخيه عبد الرحمن
الذي كان يغضب سريعاً وكثيراً ما كان يدخل مع المفتش حمد
في خلافات حول بقائنا كسجناء في تلك الاستراحة
ولكن فارس كان قادر على تهدئته
أما أنا فقد كنت أعاني بعضاً من تأثير ترك الأدوية
ولكن الممرض صالح قد طمأنني أنه ببعض
الأدوية التي كان يجلبها من صديق له في المصح
تجدي نفعاً سأحتاج إلى بعض الوقت كي
يعتاد جسمي على تركها
وقد لاحظت أن عبد الرحمن ما زال مستمراً في تناول أدويته
ولكني لم اسأله فعلاقتي معه خارج المصح أصبحت أكثر رسمية، كان تركيزي
محصور على ما حصل معي
وما سيحصل فقط
وفيما يجلبه لنا المفتش حمد من معلومات وأخبار.

بعد مرور أسبوع كامل
أمنَ لنا المتفش حمد جهاز محمول وانترنت
أصبحنا على اطلاع أكثر وأصبحنا نعمل أكثر
وكان عبد الرحمن مطلع تماماً بأمور البحث والتهكير، كنَا نعمل لساعات متأخرة في سبيل الحصول على معلومة واحده نهتدي بها إلى عمنا المجهول.
وبعد مضي يومان لم نكن ننام فيها كثيراً
اتضح لنا أحمد صديقي في السجن كان أحد المشكوك بهم
كم كانت صدمتي كبيرة فأحمد أبداً لم أشك في أمره
وعندما أتذكر انه هو من أشار إليَ بضرورة زيارة دكتور نفسي
وكيف كان يشرف على تناولي لأدويتي
كم كنت أحمق
كنت أفسر اهتمامه بأنه نبل أخلاق منه وتعاطف لحالتي، فهو شهد تلك الليالي التي كانت تفزعني فيها
الكوابيس وشهد على سهري مع دموعي الصامتة.
وبعد بحث عن أحمد وماضيه وعمل تحريات من المتفش حمد
تأكدت شكوكنا وكان هو بمثابة نقطة البداية
لمشوار بحثنا عن عمي
ولكن المشكلة كيف يمكننا التواصل مع أحمد!
اقترح عبد الرحمن تهريب أحمد من السجن
ولكنها لم تلاقي استحسان المفتش حمد
حيث من المحتمل أنه يكون لهم أعوان هناك غير أحمد
وربما يتخلصون منه قبل فراره
فنحن لا نعلم كم هم؟
اقترحت أن يكون لنا أيضاً أعوان هناك
وأن يكون صديقي عبد الكريم هو ذلك المخبر
وهو من سيساعدنا في ذلك
ولكنها تعتبر مخاطرة كبيرة فنحن بعد لا نعرف
هل عبد الكريم شخص محل ثقة أم لا؟
تريثنا قليلاً محاولة لإيجاد فكرة أقل مخاطرة مما قلت
مرت أيام ونحن نفكر وفي كل يوم
تكون فكرتي هي آخر ما فكرنا فيه هذا اليوم
وفي احدى الصباحات
قرر المتفش أحمد أن يبدا بدراسة فكرتي ويرى
كيف يمكنه التواصل مع عبد الكريم
كنت أدعو الله ألا يخيب ظني بعبد الكريم
كان المفتش حمد متأني جداً في هل من الممكن أن يكون عبد الكريم محل ثقة أم لا
على خلاف عبد الرحمن الذي في كل مرة يسأل المتفش عما فعل، وفي كل مرة يجيبه المتفش بأنه بحاجة إلى الوقت كان يغضب ويطالبه بالتسرع فقد سأم الوضع هنا، وكان فارس يشير إليه من خلفه لا تكترث لم يقوله، ولكن المتفش حمد كان حليماً مع عبد الرحمن والذي يبدو لي من ردة أفعاله المبالغ فيها والتي لا تنم على عقلية شخص بهذا العمر فهو كما أخبرني به أخيه أنه في السادسة والثلاثون من عمره
لم يكن يشدني نقاشاتهم إن كانت خارج موضوعنا الأصلي والذي جعلنا نجتمع هنا
بعد مضي شهر كامل .. في صباح اليوم الثاني من الشهر الجديد
زارنا المفتش حمد كعادته الصباحية وهو حامل بيده بعض الفطائر وضعها على الطاولة أمامي
ولم يكن في صالة سواي، فعبد الرحمن يبدو أنه تأخر في النوم فقد تركناه أنا وفارس
على جهازه المحمول وذهبنا إلى النوم.
: صباح الخير
: صباح النور
: أين البقية؟
أشرت إلى الأعلى: فارس سينزل حالاً لقد كان مستيقظا قبل نزولي إلى هنا، اما عبد الرحمن فهو نائم.
أشار برأسه: وأنت كيف حالك؟ وحالك مع أبناء عمك ألم تتألف العيش معهم إلى الآن.
لم يكن لي مزاج بالتحدث مع المفتش حمد فهو رغم مواقفه النبيلة معنا إلا أني لم ارتح له أبداً حاله كحال
أبناء عمي فأجبته كي انهي الحديث: احتاج إلى بعض من الوقت.
ابتسم وهو يناظر إلي: وانا متى ستنسجم معي!
صدمني سؤاله فلم أتوقع أنه يفكر بتلك الأمور فهو عملي جداً
حديثه منذ دخوله إلى خروجه كان محصور على العمل فقط
اجبته بصدق: لا يهمني ذلك، فأنا لا أريد إلا براءتي من تلك التهم الموجهة لي
: هل ستترك أبناء عمك وعائلتك
: لم أجدهم هم من وجدوني وبالنسبة إليَ لا أفكر حالياً إلا بالقضية وبعمي الذي لا أعرفه
ولا أعرف ما يخطط له وكيف يمكن الوصول إليه.
ربت على كتفي: أتمنى أن أحظى بثقتك وأعلم أني على استعداد إلى أي شيء
تود فعله بعد أن ننهي هذه القضية.
ابتسمت مجاملة له وهززت رأسي بالموافقة.


 

رد مع اقتباس
قديم 11-07-2023, 12:42 PM   #27
نايف


الصورة الرمزية نايف
نايف متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 189
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 أخر زيارة : اليوم (01:49 AM)
 المشاركات : 73,557 [ + ]
 التقييم :  34898675
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: بلدتي ضاق وجودي بك .



وتشعبت وتعقدت كثيرا هذه القضيه 🥴🥴
ولم يعد لدينا شيء من التوقعات يافتى
الآن هذا العم الجديد اصبح محور الاحداث
ولكن لم نعد نجزم بذلك
ففي اي لحظه بتمسكنا طريق ثاني

مستمرون معك على مقاعد الانتظار


 
 توقيع : نايف

.
.
.






.
.
.


رد مع اقتباس
قديم 11-08-2023, 06:21 PM   #28
أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥
http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869


الصورة الرمزية أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥
أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 125
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : يوم أمس (02:53 AM)
 المشاركات : 95,965 [ + ]
 التقييم :  5921104
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Brown
افتراضي رد: بلدتي ضاق وجودي بك .



شكرآ لك على القصه ..
ودمت ودآم إبداعك ..
متآبعين لك ..



-



-


 
 توقيع : أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥

-


رد مع اقتباس
قديم 11-08-2023, 09:10 PM   #29
سعود .
http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869


الصورة الرمزية سعود .
سعود . متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 161
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : اليوم (01:36 AM)
 المشاركات : 16,382 [ + ]
 التقييم :  1775122
لوني المفضل : #469b91
افتراضي رد: بلدتي ضاق وجودي بك .



الجزء السابع
حل صمت بيننا إلى أن قطعه المفتش حمد
: يبدو أن لا أحد يريد أن يتناول الإفطار
وأنا جائع _ وأخذ بنزع الكيس واخراج ما بداخله
من أطباق الفطائر وهو يشير إليَ بالاقتراب وتناول معه
: ألن تنتظرا.
ألتفت المفتش على فارس الذي كان ينزل الدرج : لا لن انتظر بعد فأنا جائع
جلس فارس وبدأنا نتناول معاً.
بعد الانتهاء نظر المفتش حمد إلى ساعته التي كانت تشير
إلى الحادية عشر: يبدو ان عبد الرحمن
لن يستيقظ الآن
أجابه فارس: ماذا تريد منه فهو لم ينم إلا متأخراً
استطرد المفتش حمد في كلامه والذي كان يبدو لي منذ دخوله أن هناك أمر ما: أردت أن اخبركم ان
عبد الكريم في محط ثقة ان شاء الله لذا كان لا بد لي أن اخبركم بأني سأغامر معه
وليكن بعلمكم بأنها مغامرة قد تنهينا جميعاً وأنا معكم.
تنهد فارس وصمت وكان يفكر
أما أنا فقد اعتراني بعض الخوف والراحة قليلاً فقد كنت أحب عبد الكريم جداً
وكنت ارتاح له من بين كل المحطين بي
فالحمد لله لم يخيب ظني، لم يكن خوفي من عبد الكريم بقدر خوفي على عقبات ما نفعله
فنحن قد نبدأ بالظهور أمام عمي وربما يكون على علم بما نفعله ومن جهة أخرى
من عبد الرحمن فهو متسرع قليلاً ومتهور، لا أعلم ماذا سيفعل من جنون لو توسعنا في بحثنا
خرج المفتش حمد بعد أن أخبرنا أنه سيأتي قريباً ويخبرنا بما حصل.

عند الساعة الثانية ظهراً
خرجت من غرفتي واستدرت نحو الخارج رغم افتقار الأرض لمقومات الحياة فيها
فهي صحراء لا يوجد بها إلا بعض الأشجار إلا أنها متنفس لي
رأيت من بعيد عبد الرحمن وهو يتكلم بالخارج من هاتفه والذي كان يحذره المفتش حمد من المكالمة فيه
فربما يكون السبب في معرفتهم مكاننا إلا أنه كان يرفض ولم يسمح حتى لفارس بأخذ هاتفه منه
اقتربت خلسة منه كي أعرف من يحادث فأنا لا أثق بأحد منهم
وعند اقترابي لم يتسنى لي سماع صوته فقد كان يتكلم بهمهمة وصوت الهواء كان عائق آخر
شعرت بيد ممدودة على كتفي هرعت خائفاً وأنا ألتفت وإذا به فارس وهو يشير إليَ ألا أصدر صوت
كي لا ينتبه إلينا عبد الرحمن
وكان هو الآخر يراقب أخيه، يا لهذه العائلة العجيبة التي لا يثق فيها حتى الأخ بأخيه
وبعد أن أنهي عبد الرحمن مكالمته استدار إلى الخلف ودخل إلى الداخل
وأنا استدرت نحو فارس والذي تكلم قبل أن أتكلم
: لا تستغرب فأنا هنا كي أحمي أخي من نفسه
عندما رأى على وجهي علامة الاستغراب والتعجب
استطرد بكلامه وهو ممسك بيدي للذهاب إلى مكان آخر، أفلت يدي وتنهد بحسره: أخي عبد الرحمن مروج مخدرات وانا اراقبه بكثب كي لا يقع بقبضة المفتش حمد.
: لم لا تمنعه؟
تنهد مرة أخرى: وكأنه يسمع لي، كم مرة نصحته وأخبرته بأن المفتش حمد ليس مغفلاً أبداً
وأن ما تفعله سيوقعك بالهلاك وستهلك نفسك وتعود إلى السجن
: لست بحال أفضل منه فأنت أيضاً كنت مسجون
ابتسم فارس: لم أدخل السجن أبداً هي كانت كحيلة دبرها لي المفتش حمد كي أتواصل معك
: ولكنك كنت هناك قبلي
: كنت هناك قبل مجيئك بأسبوع كي أدرس المكان وأرتب مع الممرض صالح موضوع خروجنا
: وبما أنك ذو فكر جهنمي فلم لا تجد حل لأخيك
: سعيت كثيراً ولكنه لم يكن يساعدني
: وماذا ستفعل
: سأرقبه المهم أنه لا يتناولها كي لا يكون دليل ضده في حال تم الإمساك به
ابتسمت بسخرية: يا لقسوتكم يآل ........ فالأهم لديك ألا يتأذى أخيك
وأما من يروج لهم وكم من ضحية من ضحايا أخيك المجرم لا يهم
أتعلم أكثر ما يشعرني بالاشمئزاز أن عروق دمي تحمل من دمائكم.
وتركته قبل أن يتكلم، هذا ان كان لديه كلام
عند دخولي رأيت عبد الرحمن وهو يناديني وعينيه على جهازه المحمول كي يريني ما يقرأه
ولكني تجاوزته وذهبت إلى غرفتي وأنا اسمعه يقول: ما بك؟
..................
لا أعلم متى نمت فقد استيقظت على طرق باب غرفتي
فتحت الباب وإذا به فارس وهو يخبرني بأن المفتش حمد قد أتى ويريدنا أن نجتمع
وكان لا ينظر إلى وجهي يبدو أنه انزعج مما أخبرته به في الظهيرة، لا يهم فلم أخبره إلا بالحقيقة فأنا لا أتشرف بانتمائي لتلك العائلة.
بعد دقائق نزلت إلى الأسفل بعد أن صليت ما فاتتني من الصلوات
ألقيت السلام وجلست
وكانوا قد بدأوا بالحديث مسبقاً ولكني لحقت على نقاش حاد
كما هي العادة بين المفتش حمد وعبد الرحمن والذي تدخل فارس كما هي العادة أيضاً
ولكن الغير معتاد عليه ان الأمور بدأت واضحة لي ففارس ما كان إلا ليغطي
عن أخيه والذي ابصم أنه مدمن ولكن فارس لم يخبرني بالحقيقة كامله.
ألتفت إليَ المفتش حمد وهو يتكلم بنفس أسلوبه الحاد: آسر لقد تواصلت مع عبد الكريم وأبدى استعداده في مساعدتنا ولكن لديه شرط هو أن أخرجه إلى الخارج وأنا لا أستطيع فعل ذلك
فعبد الكريم محكوم عليه ولا يمكن أن أخرج عن القانون.
: وما الحل برأيك أيها المفتش العظيم
قالها عبد الرحمن مستهزأ بما قاله المفتش
استغفر المفتش بصوت هادئ ولم يجبه وألتفت إلى فارس: لن أتناقش معكم وهذا _ وهو يشير
إلى عبد الرحمن هنا _ وخرج بعد أن ركل الباب بقدمه
أما فارس الذي امسك بأخيه قبل أن يجيب على المفتش: هل تصمت قليلاً فنحن في حاجة المفتش
الآن وجميعنا تحت قبضته فلا تغضبه ونتورط مجدداً يكفي ما حلَ بنا
نزع عبد الرحمن يده من يد أخيه وخرج إلى الخارج، أما أنا فقد نهضت
إلى المطبخ كي أتناول طعامي
فأنا جائع!
عند الساعة الثانية عشر ليلاً
خرجت إلى الخارج ورأيت عبد الرحمن ما زال هنا
لم اشأ ان أذهب إليه واستدرت كي أعود إلى الداخل، ولكن استوقفني صوت
عبد الرحمن وهو يناديني: آسر
ألتفت وأنا أقف مكاني وأشير إليه بماذا تريد؟
أشار إليَ بأن اقترب.
ذهبت إليه مكره فبعد ما سمعته من أخيه كرهته أكثر هو وأخيه وعائلتي
: ماذا تريد؟
: هل كنت تبحث عني؟
أشرت برأسي بلا
: إذا لم عدت عندما رأيتني
تنهدت: وهل يجب أن أطلعك على كل تحركاتي؟
رفع حاجبيه: لم أنت غاضب مني فأنا لا أذكر أني فعلت ما يزعجك
وضحك: أنا لا أزعج إلا المفتش وأخي
لم أرد له الابتسامة: ماذا تريد الآن
اتسمت على ملامحه الجدية: حسناً لا أريد شيئاً.
عدت من حيث أتيت ودلفت إلى غرفتي وأنا أفكر بعبد الكريم وبمن هم أبناء عمي وبالمفتش
وكأن التفكير قد أصبح حصري لي فقط!
ومع تفكيري نمت وتبددت أفكاري إلى أحلام.

في اليوم التالي
عند مجيء المفتش إلينا ومع المعلومات والاخبار التي يأتي بها كنَا نستفتح بها يومنا وبحثنا، قرر المفتش مع من هم معه في هذه القضية السرية أن يصلوا إلى حل مرضي للطرفين في حال أنه ساعدنا عبد الكريم فستخف محكوميته لأنه كان عنصر فعَال في هذه القضية.
وبالفعل بدأوا بتنفيذ المخطط الذي وضعوه والذي سيقوم به عبد الكريم، أمَا نحن فعلينا الانتظار بما سيخبرنا به عبد الكريم والذي يحتاج إلى وقت ليس بقصير كي يأتي إلينا بالأخبار.

بعد مرور شهر كامل.
لم يكن هناك شيء يقال إلا أن عبد الكريم استطاع جمع بعض المعلومات البسيطة فهو لم يستطيع أن يحظى بثقة أحمد بالكامل وهذا ما صُدمتُ به فلم أكن أعلم طوال الفترة التي كنت معه أنه حذر إلى هذه الدرجة
أما عبد الرحمن فقد كان كما في السابق سريع الانفعال وإلى الآن لا توجد طريقة للتفاهم بينه وبين المفتش حمد والذي بدأ ينفذ صبره بعد أن رآه في أحد البرامج يتحدث مع أشخاص لا يعرفهم في هذا اليوم
غضب المفتش حمد والذي فسر تصرفه على عدم مبالاة عبد الرحمن وعلى عدم استيعابه لما يحدث لهم
وأنه كان سيعرضهم إلى الخطر لذا قرر أنه يكون الجهاز المحمول في يده ولن يناوله عبد الرحمن إلا بحضوره وللعمل فقط، لا أعلم في هذه الليلة كيف استطاع فارس تهدئة أخيه الذي بدأ ببعثرة المكان من غضبه وكيف للمفتش أن يتحكم فيه إلى هذا الحد، أما أنا فقد انسحبت من المكان بهدوء وجعلت الأخوة يتفاهمون فيما بينهم، فأنا أعد الأيام لحل هذه المشكلة ومن ثم سأغادرهم وأغادر البلدة بأكملها.
أما الممرض صالح انقطعت أخباره عنَا بعد أن تلقيت العلاج منه وبدأت بتشافي وله الفضل بعد الله
لم اسأل عنه رغم امتناني له، فهو الوحيد الذي كان صادق بينهم، لم يكن يدور بيننا حوار ولكنه اظهر مشاعره بوضوح تجاهنا فهو لم يعمل معنا إلا لمصلحته وعندما حظي بها غادرنا بسلام.
فارس ابن عمي الأكبر عند آخر حديث لنا في الحديقة، لم نتواجه بالحديث الشخصيَ أبداً، حيث أصبحنا نتحاشى بعض ولا نتكلم إلا بما يحتم عليه الموقف قوله وبالصدق هذا الموضوع أراحني كثيراً
فأنا لستٌ مثلهم فأقلها لم أكذب عليهم وأتعنى بمجاملات لا أطيقها، ربما جينات دمي تحمل
من عائلة أمي أكثر رحمها الله.

في أحد الأيام وكما جرت العادة أتى إلينا المفتش حمد وبيده حقيبة الجهاز المحمول والذي أنزله على الطاولة
وهو يلقي السلام، وألتفت إلى عبد الرحمن والذي لا يحادثه بعد آخر خلاف بينهم إلا للضرورة فعبد الرحمن
كان يجيد استخدام الحاسب بخلافنا نحن.
ألتقط عبد الرحمن الحقيبة بيده وهو لا يزال بمكانه ودون أن يرد على المفتش حمد وفتحه
: لدي أخبار ستعيننا على إيجاد عمكم فقد علمت مكان إقامته ولكن لم اعرف اسمه بعد.
لا أعلم لما توترنا وبدا ظاهر على أشكالنا حتى عبد الرحمن اللامبالي
الذي ألتفت مندهش مما قاله المفتش
: أنه يقيم ..............
صُدمنا جميعاً فهو يقيم في الحيَ الذي أقيم فيه أنا!
: أنا اعرف جميع سكان حيَنا ألا تعرف في أي منزل يقيم
تنهد المفتش حمد: هنا هي المشكلة فقد اتضح لي أنه لا يقيم في الحي بشكل دائم
فهو زائر لأحد سكان الحي والذي على الأرجح متعاون معه.
فكرت ملياً مَن مِن أهل الحي الذي كان يقطن عنده؟
فجميعهم أعرفهم ولكن معرفة سطحيه لم تجعلني أعرف أن كان لديهم زوار أما لا!
تكلم فارس: وكيف سنعرفه فهذه المعلومة لن تنفعنا.
المفتش حمد: سنراقب الحيَ بشكل مكثف وربما نتوصل إليه شخصياً
تكلمت مرة أخرى: أتعلم كم منزل في هذا الحي!
وكيف ستستدل عليه ونحن
لا نملك حتى صورة له ولا نعرف اسمه.
رفع كتفيه المفتش: لا حل لدينا سوى هذا الحل.
تكلم عبد الرحمن أخيراً: هذا الحل سيطول ونتائجه غير مضمونة أبداً
: نحن الان في التحقيق مستمرين وعبد الكريم أبلى بلاء حسناً فقد أتى إلينا بهذه المعلومة
وربما سيأتي بمعلومة جديدة توضح لنا أكثر وتضيق نطاق البحث.
: وهل تكلم أحمد بهذه السهولة.
أشار المفتش حمد برأسه بلا: لا فأحمد حذر جداً ولكن عبد الكريم استطاع الوصول إلى ظرف كان مكتوب عليه العنوان البريدي وبعض المعلومات استطعنا من خلالها تحديد المكان.
تكلم عبد الرحمن: هل معك الآن ذلك الظرف
: نعم معي وقد أتيت إلى هنا كي أعطيك إياه ربما تستطيع الوصول إليه عن طريق الحاسب.
اخذ الظرف عبد الرحمن وبدأ بالعمل على الحاسب
أما المفتش نهض للخارج لإجراء مكالمة على هاتفه، بينما بقينا أنا وفارس في أماكننا صامتين

بعد ثلاث ساعات
ألتفت عبد الرحمن إلينا: استطعت الوصول إلى أي يوم كان قد تم تسليم الظرف ومتى وصل إلى الفرع
ولكن لا بد من الذهاب إلى الفرع نفسه كي اربط جهازي بأجهزتهم والعمل عليها
المفتش حمد: حسناً سأرتب الوضع خارجاً وسآتي لأخذك إلى هناك
خرج المفتش ومعه الجهاز المحمول ونحن انصرفنا كل واحد منا إلى غرفته فيبدو أنه ينتظرنا يوماً متعب
في الصباح الباكر آتى المفتش وطلب من عبد الرحمن التجهز للخروج فهو ينتظره في الخارج
وكانت الساعة وقتها تشير إلى السابعة صباحاً

خرج عبد الرحمن مع المفتش وكانت هذه المرة الأولى لخروج أحدنا من هذه الاستراحة
أما انا انصرفت للخارج وفارس بقي في الداخل
عند آذان الظهر رأيت سيارة المفتش تدخل إلى الاستراحة اقتربوا منا ونزلوا من السيارة
وقد بدا عليهم أنهم تمكنوا من الوصول إلى بعض الأمور
لحقت بهم إلى الداخل واستقبلنا فارس الذي كان في الصالة وبيده كتابه
فتح عبد الرحمن الحاسب من جديد وهو يقول: لقد توصلت إلى الشخص الذي سلَم الظرف
ولكنه يبدو أنه السائق لذا لابد من الوصول إلى كفيله والذي من المؤكد أنه عمي
المفتش حمد: لا اعتقد ذلك ولكن ربما
بينما فارس جلس بجانب أخيه يرى ما يفعله، ألتفت إليَ عبد الرحمن وهو يسألني
عن الذي بالصورة إن كنت أعرفه أم لا
اقتربت من الصورة كثيراً وبدا إليَ أني قد رأيته سابقاً ولكن لا أعلم أين؟
حاولت التذكر كثيراً ولكني لم أفلح أبداً.

أما المفتش حمد وبعد أن سلمني صورة الشخص التي طبعها وطلب مني التمعن بها ربما
أستطيع التذكر، استلمت الصورة وعدت إلى غرفتي
بينما فارس وعبد الرحمن كانوا يتحدثون عما فعله عبد الرحمن مع المفتش خارجاً


 

رد مع اقتباس
قديم 11-08-2023, 09:13 PM   #30
سعود .
http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869http://g-lk.com/up/do.php?img=869


الصورة الرمزية سعود .
سعود . متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 161
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : اليوم (01:36 AM)
 المشاركات : 16,382 [ + ]
 التقييم :  1775122
لوني المفضل : #469b91
افتراضي رد: بلدتي ضاق وجودي بك .



الفصل الثامن


مر أسبوع كامل لم يزورنا فيه المفتش حمد
ومع كل يوم كان يزيد قلقنا وخصوصاً أن عبد الرحمن أخبرنا أنه سيخرج لمعرفة ما حصل ولكن فارس كان
يمنعه ولا أعلم أن كان سيستطيع طوال الوقت منع عبد الرحمن من التهور أم لا؟

أما أنا فقد كانت الصورة لا تفارقني أغلب وقتي أحاول استرجاع ذاكرتي إلى الخلف
واسترجاع سكان الحيَ ربما أستطيع التذكر

في اليوم الثامن
أتى المفتش حمد أخيراً
وكان يبدو عليه التجهم قليلاً فكان لا يرد على عبد الرحمن إلا بكلمات مختصرة جداً
عندما سأله عن غيابه
أخبرنا أنه لا معلومات لديه الآن وسألني إن استطعت معرفة من بالصورة
اشرت برأسي بلا
حل الصمت بينا غريب فلم يكن هكذا طوال الأيام السابقة فعند مجيء المفتش إلى خروجه
ونحن في حالة ضوضاء قليلاً مما عليه الان

استأذن المفتش بالخروج بعد أن طلب مني أن أرافقه في الخارج
خرجت معه وأنا أفكر فيما يريده مني
وما أن خرجنا وابتعدنا عن المبنى حتى ألتفت إليَ المفتش حمد
: استطعت التوصل إلى صاحب الصورة
اندهشت ألتفت إلى المبنى الذي كان خلفنا
: ولما لم تخبرنا أنك توصلت إليه
: لأني لا أريد أن يعرف أحد بذلك
: ولم؟
: لأنه طلب مني ذلك!
: هل تواصلت معه شخصياً
: نعم ولكنه طلب حضورك فقط إليه
: ولم أنا
: لا أعلم ان اردت اسأله في حال وافقت على مقابلته _ أمسك بكتفي مرة أخرى _ هذا هو الحل الوحيد
فقط أخذوني أثناء خروجي من عملي إلى مكان ما .. وكان هناك شخص ينتظرني وبدا لي أنه أحد مساعديه
وطلب مني هذا الطلب فقط اختارك لمقابلته باسمك، لذا لابد من ذهابك إلى هناك
وسنكون معك في كل خطوة
لا تخف ولكن لابد من الوصول إليه
: حسناً ومتى علينا الذهاب
: غداً في الساعة التاسعة مساءاً ولكن سأذهب بك باكراً فالمسافة بعيدة جداً.
ألتفتُ مرة أخرى إلى المبنى والذي توارى إليَ من بعيد خيال فارس وهو ينظر إلينا
: وكيف سنخرج
: سأدبر الأمر لا عليك
خرج المفتش وأنا عدت إلى المبنى أفكر فيما أخبرني به
فلم عمي يريد حضوري أنا شخصياً؟
أيعقل أنه لم يكفيه ما فعله بي ويريد الخلاص مني؟
وماذا عن فارس وعبد الرحمن فهم أيضاً أبناء أخيه الذي ظلمه؟

دخلت المبنى واستوقفني فارس: ماذا يريد منك المفتش
: لا شأن لك بذلك
تنحيت جانباً لإكمال طريقي ولكن استوقفتني كلمته
: هل أخبرت عن عبد الرحمن؟
ألتفت إليه هذه المرة وأنا غاضب: وكأن لا هم لدي سواك أنت وأخيك
أمسكني بشده: إذا لم نظرت إليَ وأنت تحادثه فمن المؤكد كان الكلام عني
أو عن أخي
أفلت يدي وأنا أبعده عني: لا شأن لك
صعدت إلى الأعلى وتركته وهو يتكلم ويتوعد بي.

عند الصباح
تجهزت للخروج مع المفتش حمد حال وصوله مكثت في غرفتي
في انتظاره فلا مزاج لي بالعبث مع فارس فأنا أفضل الجلوس
مع عبد الرحمن رغم سطحيته من الجلوس مع فارس رغم حكمته أحياناً
وماهي إلا ساعات قليله حتى سمعت صوت البوابة وهي تفتح والسيارة التي تدخله
وقد كانت سيارة المفتش حمد
تنهدت وأنا أشعر بجدية الموضوع الآن
ماذا لو جعلني ارتكب جريمة أخرى؟
أو ماذا لو كان كمين لي وفي انتظاري الشرطة؟
أسئلة تواردت إلى ذهني وأنا خائف من عاقبة ما أفعله
فأنا لا اثق بأحد كي أرمي عليه بعض من حمل مخاوفي، تنهدت وأنا اسمع صوت المفتش وهو يلقي التحية
على أحدهم يبدو أنه فارس فلا أحد يستيقظ باكراً عداه، نظرت إلى نفسي لآخر مرة في المرآه وربما تكون الأخيرة التي أرى نفسي فيها ...!
نزلت إلى الأسفل وإذا بالمفتش كان يريد الصعود إلي
عندما التقت عينيَ بعينيه ابتسم وهو يشير إليَ بالهدوء نزلنا سوية وإذا بفارس يرمقني بنظراته
ويبدو أنه لا زال غاضباً من حديثنا بالأمس، لم أعره اهتمام وواصلت سيري إلى أن خرجت إلى الخارج
رغم توتر فارس وسؤاله المتكرر للمفتش إلى أين سنذهب، ولكن المفتش لم يجبه أبداً.
فتحت باب السيارة وما إن أغلقت الباب حتى مشت السيارة نظرت برعب للأمام وإذا برجل لا أعرفه،
صرخت وألتفت إلى الوراء وإذا بي أرى المفتش حمد ومعه فارس في الخارج
وكان هذا أخر ما رأيته لأن أحدهم ضرب رأسي من خلف.


أشعر بصداع وبضباب لم أكن أشعر بشيء سوى تلك الدوخة وأني لا أستطيع حتى
فتح عينيَ بأكملها .. أغلقت عينيَ مرة أخرى وأنا استسلم للأغماء من جديد
أسمع أصوات من بعيد لم أميز أحدها واشعاع موجه إلى وجهي
والصوت يقترب أكثر
بدأت استوعب حديثهم فقد كانوا يرون هل أنا مستيقظ أم لا.
: هل نوقظه
فأجابه الآخر: دعنا نسأل العم
: أخشى أني أصبته إصابة بالغه وحصل معه شيء
وكأن الخوف وصل الآخر: بما ضربته؟
وكأنه آشر إلى ما ضربني به أكمل حديثه الآخر: أمجنون انت؟
أيقضه لنعلم ما به فلو علم العم لن يبقينا على قيد الحياة.
سمعت صوت خطواتهم وهي تقترب وأنا بدأت أدرك ما حصل معي
وكأن خطواتهم ماهي إلا قرع أجراس على ذاكرتي وهي تعيد إليَ المشهد من جديد.
فتحت عينيَ عندما شعرت بيد أحدهم تمسك بكتفي
: هل انت بخير
: من أنتم؟ وماذا تريدون مني
ألتفت إلى الآخر الذي لم يتكلم: ليس به شيئاً
وألتفت إليَ مرة أخرى: هل تستطيع الوقوف فعمك ينتظرك
وقفت مستندا عليه ومشيت معهم إلى المجهول، وأنا أتذكر ما فعله المفتش حمد معي من خيانة
فلا بد أنه كان باتفاق مع فارس أو ابن عمي بالأصح
لم ضحوا بي؟ ما لذي استجد معهم؟
لا أعلم كم مضى من الوقت ولا أعلم ما هذا المكان فهو أشبه بمخزن أرضي لا شيء فيه يوحي
بالحياة، فهو يكاد يكون خالي إلا من كراتين مصطفة في كل ركن بعضها يكاد يصل إلى السقف
وكراسي بدا عليها الغبار وهي مغطاة بشرشف أبيض.
توقفنا عند باب رمادي دخل أحدهم إليه وأغلق الباب من بعده بسرعة لم يتسنى إليَ النظر إلى ما بداخله
وما هي إلا ثواني حتى فتح الباب بأكمله وكان الآخر يشير إلينا بالدخول
دخلنا وأنا أرى أمامي مكتب وقد كان به شخص لا أستطيع رؤيته بوضوح فهو غريب بعض الشيء
أشار أحدهم بالجلوس على الكرسي المقابل لطاولة المكتب وأنا عينيَ ما زلت تمعن النظر إلى من هو بالمكتب
فزعت وأنا أراه قد رفع رأسه وأزاح الشماغ الملتف على وجهه فقد كان جزء منه محترق بطريقة مقززة ومرعبه وإحدى عينيه قد تأثرت بالحروق فهي بالكاد تَرى بخلاف الأخرى
ولكنه بشكل عام كان مفزع وخاصة أن نصف وجهه الغير محترق يدل على قسوة صاحبها ابتداء من نظرة عينيه الحادة وإلى أعصاب وجهه المشدودة والتي تدل على غضبه الشديد، شكله أخرسني من الحديث حتى من أن أسألة ماذا يريد مني.
طالت النظرات بيننا وأنا أحاول ألا ألتفت إليه كثيراً فنظراته ثابتة غاضبه.
أتاني صوته والذي كان خلاف شكله رغم نبرته الغاضبة: لا بد أنك عرفت من أنا
: ألست عمي؟
: للأسف
رده بث في قلبي الرعب فلا بد أنه سيعاقبني بفعل أبي وعمي وما دخلي بهم؟
ولم لم يعاقب أبناء عمي معي؟
ألتفت إلى أحدهم وأشار إلى شيء من اليسار ألتفت تلقائياً إلى حيث أشار، وإذا بي أرى كرسي متحرك
صُدمت للمرة الثانية
(عمي مقعد ...! )
سانده من جلب إليه الكرسي حتى جلس به وأشار إليَ أن أمشي خلفه
مشيت خلفه أو خلفهم فقد كان مع عمي خمسة أشخاص اثنان من جلبوني إلى هنا والثلاثة الآخرين لم أراهم
إلا هنا.
مشينا بين الممرات وكم كان كبير جداً فهو يبدو كالمستودع وربما هو بالفعل مستودع وكانت الكراتين بكل مكان ومصفوفة فوق بعضها بطريقة مرتبه فهي الشيء الوحيد في هذا المكان المرتب.
وصلنا بعد فترة ليست بقصيرة إلى باب فتحه أحدهم ودخلت حيث دخلوا هم
يكاد عقلي يجن من كثرة ذهولي فقد رأيت اشخاص أعرفهم حقاً مقيدين على الكراسي
عندما اقتربت أكثر عرفت من هم
يا إلهي احفظ لي عقلي فأنا لا أستطيع تحمل ما يحصل معي أبداً
أنا لستُ بذلك الشخص القوي
فأنا لم أبلغ حتى الآن الثانية والعشرين عاماً، لا أستطيع تحمل رؤية كل هذا
لا أستطيع التصديق؟
ولا أستطيع النظر أكثر؟
لا أستطيع الصمود ولا الثبات
صرخت أكثر وأكثر حتى خارت قواي، وانهرت على الأخير
لم أشعر بشيء وقتها فقد كنت المجنون الذي يسير بلا هدى كنت أدور حول نفسي ويدي ممسكة برأسي بشدة
وقتها فعلاً خشيت على عقلي أن يذهب، انهرت في أحد زوايا المكان وأنا أبكي بشدة
فالمشهد أقوى من أن اتحمله.
شعرت بيد تربت على كتفي وهي تناديني: آسر
رفعت برأسي وإذا بالمفتش حمد وهو يتكلم بأسى شديد وقد آلمه ما حصل ويحصل معي: أعلم أن ما يحصل
كبير وكبير عليك جداً، وأنا لم اصدق ما حصل
لذا حميتك مما سيحصل وجلبتك إلى عمك.
ألتفت إلى عمي وكان كما كان متجهم ولكن نظاراته تغيرت مما عليه قبل قليل لا أعلم ربما من غشاوة الدموع لم أستطيع الرؤية بوضوح ولكني رأيت نظرة ألم وأسى على حالي.
ساندني المفتش حمد مرة أخرى وما أن وقفت حتى شعرت أني سأتفرغ ما بطني، استفرغت أمامهم
جميعاً وجلست للمرة الثانية مكاني تريثت قليلاً وأنا أشعر بأني بمكان آخر عنهم جميعاً
لا أحد معي، أشعر بالبرد الشديد ...!
خرجت مع أحد رجال عمي إلى خارج الغرفة وجلست على الأرض ما أن أًغلق الباب
لم أشعر حينها بشيء فقط نمت على الأرض ...!

مضت أيام وأنا اشعر بأحد معي في الغرفة أسمع أصواتهم ولكن لا أستطيع فتح عيني
وماهي إلا ثواني حتى أغط في النوم من جديد
أريد التحدث وأن افتح عيني أريد على الأقل أن أحرك يديَ كي أنبههم أني صحيت أريدهم
أن يشعروا بي قبل أن يتمكن مني النوم من جديد
ولكن صوت آخر كان يذيب الكثير الكثير من تلك الأحاسيس يجعلني أشعر براحة شديده
أبحر مع صوته إلى حيث السكينة والطمأنينة .. صوت من بعيد ولكنه قريب في نفس الوقت
أنه صوت أحدهم يقرأ القرآن بطمأنينة وصوت شجي.
وكم كنت أتمنى أن اطيل في سماعه أكثر وقت ممكن، ولكن النوم يهزمني في كل مرة.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بلدتي, وجودي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 AM

أقسام المنتدى

◀ مجلس التواصل ❛ | الفعاليات والمسابقات | مجتمع المدونين | ◀ المجلس العام ❛ | القسم الإسلامي | القسم العام | مجلس غلاك | شخصيات تاريخية | ◀ مجلس الأسرة والمجتمع ❛ | بيتُ الاسرة | مطبخ حواء للمنقول | عالم أدَم | الملتقى العام لعالم حواء والأسرَة والمجتمع | ◀ الاقسام الزائدة ❛ | أدبيات وجماليات اللغة العربية | الخواطر وعذب الحروف " يمنع المنقول" | رواق الكتب | ◀ مجلس التقنية ❛ | شروحآت التصميم " يمنع المنقول" | أدوات المصمم " يمنع المنقول" | رِيشَة مصمم | مشاَكٍل وَحـلوْل | الكمبيوتر والجوال | ◀ مكتب الإدارة ❛ | الأرشـيَـف الـمُـكَـررُ | الإشـرَآف | خَـآصُ للإدَآرةُ | الصحف والأخبار | الخَيمة الرَمضآنية | ◀ المجلس الإبداعي ❛ | الألعَآبُ وَ التسَلِيُهَ | روائع الفن التشكيلي والفوتوغرافي | عدسة مبدع " يمنع المنقول" | جَاليري غلاكـ للفنون " يمنع المنقول" | المجلس الرياضي | عالم السيارات | الطب والصحة | السياحة والسفر للمنقول | قسم النقاش " يمنع المنقول" | قوانين ، اخبار وترقيات المنتدى | تواصل مع الإدارة | ورَشـةّ تـنّـسيـَق الـمَوآضـيّـعُ | حللتم أهلا ووطئتم سهلا | ◀ مجلس TV SHOWS ❛ | قسم الأفلام والمسلسلات " يمنع المنقول" | الأنمي والمانجا " يمنع المنقول" | TV SHOWS | النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية " يمنع المنقول" | ◀ مجلس آدم ❛ | ◀ مجلس دورات المنتدى الحصرية ❛ | شرح خصائص المنتدى | قسم الديكور للمنقول | Foreign Language Forum .. | الشعر الفصيح والنبطي " يمنع المنقول" | مطبخي " يمنع المنقول" | الشيلات | االـيًـوتـيـوُبِ | جسر التواصل | لـقَـآءُ وَ فـنجآنُ قهوة | ملتقى المصممين | ◀ المجلس الترفيهي ❛ | الحيوانات والنباتات للمنقول | الحَجُ وآلعُمرةَ | الـرقـآبَـةُ | تصميم استايلات منتدى vp " يمنع المنقول" | خاص | دورة فن الأورجامي والكولينج " انتهت" | دورة الرسم بالرصاص " انتهت " | دورة علم النفس " انتهت " | اليوم الوطني "93" للمملكة العربية السعودية ~ ❀ | المناسبات | مجلة المنتدى | المجلس الأدبي | صرافة بنك هوامير غلاك | التصاميم الدعوية | دورة تعلم فن الخط " انتهت " | تطوير المنتديات | مشاركات المتسابقين ( العام ) | دورة فن الاناقة والجمال " انتهت" | Ask me | TV SHOWS - للمنقول | دورة الرَسِمْ الرقمي ببرنامج sketchbook " انتهت " | دورة مباديء الفوتوشوب " انتهت " | فريق مجلة غلآگ | دورة المجسمات بعجينة السراميك " متوقفة " | السيرة النبوية | دورات وبرامج دينية مُتجددة | اطلب استشارتك | مرافئ ساكِنة | مشاركات المتسابقين ( الخاص ) | حصريات عالم كل انثى " يمنع المنقول" | العطور " يمنع المنقول" | القصص والروايات والمسرح " يمنع المنقول" | عالم السياحة والسفر " يمنع المنقول" | عالم الحيوان والنبات " يمنع المنقول" | حصريات الكمبيوتر والجوال " يمنع المنقول" | حصريات الديكور " يمنع المنقول" | تويتر مجتمع غلاك | إرشيف الدورات | هنا طلب تفعيل عضويتك | اعلانات الدورات والورش | " قريبـــــــــــــًا" | دورة تنسيق المواضيع " انتهت" | قسم الورش القصيرة | ارشيف الإدارة | الفعاليات والمسابقات الرياضية | تحديات المصممين | حصريات المبدعين | الموسوعة العلمية والثقافية | خاص بصور الأنمي | اليوم العالمي للغة العربية | قسم مغلق | قسم اللغات الأجنبية | المجلس الثقافي والعلمي | يوم التأسيس |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~
This Forum used Arshfny Mod by islam servant