11-20-2020, 04:20 AM | #1 |
|
أصداء الكلمة
-
الكلمة الطّيّبة .. ذلكَ المولودُ الجميلُ الذي يولدُ في لحظةِ صفاء ؛ فتحتفي بهِ كلُّ القلوب ، وتستبشرُ لمرآه كلُّ العقول ، فتُعلن الأفراح داخلَ الأرواح ، ويسودُ البشرُ كيانَ كلِّ من تلقّاها ..! هي ذلكَ البلسم الشّافي من أصعبِ الأدواءِ وأكثرها تعقيداً ، فمن تألّم قلبهُ واستهُ كلمة ، وجبرتهُ برقّةٍ ؛ فعادَ سليماً مستبشراً . ومن أرّقتهُ الهمومُ بجبروتها ، والحياةُ بسطوتها ؛ أحيتهُ كلمة ذات همّة ، فتناسى الألمَ بشتّى معانيهِ ، وانقلبَ يشقُّ الأرضَ بهمّتهِ ، يعمرُها بعزيمة ، ويبنيها بإيمانٍ تردّد من أصداء كلمة . والمحزونُ تواسيهِ كلمة تصبّره ، تعدهُ الحُسنى وزيادة ، تكفكفُ دمعهُ وتغرسُ في قلبه بسمة . فإن رأيتهُ فهو الصّابرُ ، وإن حادثتهُ فحديثُ القانعِ المتصبّر ، فما يزالُ يترنّمُ بكلماتِ الرّضا ، لعلّ الخالق تعالى عنهُ يرضى . مفتاحُ المعرفةِ كلمة ، ولعلّ ( اقرأ ) كانت منبع حضارتنا الإسلاميّة على مرّ عصور ، كلّ من يمرُّ على ( اقرأ ) يحملُ تلكَ الأمانة ، فما يزالُ ينهلُ علماً ، تارةً به متعبداً ، وتارةً به عاملاً ومعلماً . حتّى عمرت الأرض علماً وحضارةً ورقيّاً . وطريقُ القلوب كلمة ..! تراها متألّمةً شاحبةً مسودّة ، فتأتيها الكلمةُ الطّيبة فتغسلها ، وتنقّيها ، وتعملُ فيها تطهيراً حتى تشفّ ، فتضيء بداخلها قناديلاً ما تزالُ تشعُّ . زيتها المضيء كلمة ! ونورُ العقول كلمة طيّبة .. إذا استعبدها الجهلُ واستعمرها بجنوده من كلماتٍ لا أصل لها ، أقحمت نفسها إقحاماً في اللغة ، واستباحت لنفسها وظيفةَ غير شرعيّة ، فراحت تسرقُ وتنهبُ من لُبّ العقول ، وتشيعُ فساداً ، وتدمّرُ حياة ، فتفرضُ سطوتها ، وتملي أوامرها بعنجهيّة ، فلا ينقادُ إليها إلا الضّعفاء ، ولا يصغي إليها إلا الجهلاء . فيالحسرة من أغوتهُ كلمة ، فغدا من جنود إبليس وأتباعه مسيّراً في ظلمات يحسبها نوراً .. ولو سمح لأنوار الكلمة الطّيبة أن تتسلّل إلى داخله ، لحاربت مدّ الشّر ، ولبصّرتهُ بالخير ، وعرّفته بالشّر ، ولقادتهُ إلى مواكب المؤمنين ، فغدا عارفاً طريقهُ ، متبصّراً سبيله على هدى من ربّه . يقولون .. إنَّ الكلمة سلاحُ الضّعفاء . وأقولُ .. إنَّ الكلمة ينبوعُ الحكمة ، ومفتاحُ العلوم ، وهي ذلك الجسرُ السّحريُّ الذي يعبرُ بنا إلى حيثُ نريد ، متى نريد ! شريطة أن نحسن التّحكم بأنغام الحروف ، وقطرات الحبر وهي تنسكبُ بجمالٍ على الرّق ، فندرك أيّ رسالة حمّلناها لها ، وأيُّ نورٍ قلدناها إيّاه . فكيف نستهينُ بكلمة ؟ وقد تبني لنا في الجنّة قصوراً ، أو تغرسُ بساتين نخيل ، أو ترتقي بنا نحو فردوسٍ تهفو نفوسنا إليه ! الكلمة توأمٌ للصّحة والشّباب والعلم والمال .. ادّخارٌ لا يبلى ، ونعيم لا ينقطع . فلنتصدّق بكلمة حبّ على أولئكَ الذين ما خفقت قلوبهم يوماً بمعناه ، ولننشر حروفنا في أصقاع الأرض دعاةً مصلحين رُوّاد كلمة ، ولننشر سلاماً منبعهُ أثيرُ كلمة .. وليكن نصب أعيننا دائماً .. أنَّ الحروف مثلُ قطر الغمام لها أساس نقيّ ، نحنُ من نوجهها إمّا إلى قيعان أو إلى جنّة وارفة Hw]hx hg;glm Hadhx hg;glm |
|
11-20-2020, 07:29 AM | #2 |
|
رد: أصداء الكلمة
-
سلمت على هكذا إنفراد وَ تميُز دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود ..! |
الف شكر ي قلبي رانيــا |
11-21-2020, 10:57 AM | #3 | ||||
|
رد: أصداء الكلمة
|
||||
أعتذر عن عدم قبول صداقه الفتيات كذلك الرجاء عدم ارسال رسائل خاصه الا للضروره وشكرا لتفهمكم
|
11-22-2020, 03:55 AM | #4 |
|
رد: أصداء الكلمة
طرح مميز وآنتقآء موفق ..
كل الشكر لسموك .. - |
-
|
11-22-2020, 10:41 PM | #5 |
|
رد: أصداء الكلمة
موضوع جميل
الله يعطيك العافيه |
|
11-22-2020, 11:14 PM | #6 |
|
رد: أصداء الكلمة
الف شكر عبيرر
|
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أشياء, الكلمة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|