مجتمع غلاك

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)
-   القصص والروايات والمسرح " يمنع المنقول" (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=107)
-   -   ما بالُ أقماري ؟! (https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=18815)

عبدالعزيز 07-20-2022 07:27 PM

ما بالُ أقماري ؟!
 


كان يراها البدر المضيء لدجنته ، والسرور لشجنه ، والأمل بين أرتال القنوط ، والوردة المتفتحة الأذكى عبيرًا في البستان ، وكانا يلتقيان عند النبع فيتناجيان إلى قرب الفجر !
كان ينسجُ خيوط الأمل ، ويمضي مع أحلامه وأمانيه ، ولم يعلم بأن الأقلام جفتْ ، والصحف رفعتْ بغير ما صبا إليه وتمناه !
في إحدى الليالي رأى في بنصرها خاتمًا وعندما استفسر منها أنبأته أنه تقدم لها شابٌّ وحددوا موعد الزفاف في منتصف الشهر القادم !
أظهر السرور ، وأخفى شجنه ، وعندما عاد إلى منزله ، اتجه إلى المنضدة وأخرج منها مغلفًا ، وبدأ يكتبُ ما يشعرُ به من حنينٍ إليها ، وحسرةٍ على ذهابها ، وفي الليلة المحددة للزفاف ، اتجه إلى مكان لقائهما عند النبع ، وطاف حوله عدة مرات ، ثم قال : ما بال قلبي اليوم على غير عادته يَجِبُ وجيبًا شديدًا كأن زلزالًا زلزله ؟!
وما بال عيني كالسماء إذا أرختْ عزاليها ؟!
وما بال أقماري تأفلُ واحدًا إثر واحدٍ ؟!
يا لله من هذا الهوى ، الذي ما إن يتمكن مني حتى يعلن صاحبه الرحيل ، أو الهجر – لتقييد ذلك الأمر لي ، وعدم قدرتي على تجاوزه - ! ويتركني في سراديب المتاهة وحدي ! لا أفرق بين ليلي ونهاري ، أتجرَّعُ الغصص والحسرات ، وأذرف العبرات حنينًا لما فات ، وفرَقًا مما هو آت !
ثم رفع ناظره إلى السماء ، وأطال النظر إلى البدر المكتمل ، ثم أطرق برأسه ، ثم رفعه أخرى إلى جهة القرية ، وقال : حبيبتي : كم آلمني الفراق ، وأسعدني في ذات اللحظة ، لأن لكِ فيه أملًا طال انتظاركِ له –لم أستطعْ تحقيقه ، لما بُثَّ بجسدي وقلبي- ، ولئن توارى بدركِ خلف غيوم الفراق ، فقد بزغَ بدرٌ آخر لا يقلُّ عنه ضياء ، وما كان لرحيلكِ أن يحول دون صبوة قلبي إليكِ !
يا لله ! أكلما أضاء بدرٌ دربي ، وبعث الطمأنينة فيه ، اغتالته أيدي الأفول ، ومزقته سيوف السِّرار !
ثم نظر إلى منتصف القرية متذكِّراً الصبية التي عادتْ مع أهلها إلى القرية بعد ظعونٍ دام أكثر من عقد من الزمان ، وقال : ربِّ : أسألكَ برحمتك ، ألا يأفلَ هذا البدر ، وأن ينير حياتي بقية عمري يا رحمن يا رحيم !
وفي الصباح ، مضى صوب ذلك المنزل ، واضعًا نصب عينيه : إذا أحببتَ فتقدَّم ، ولا تُحجم ، فما تيسَّرتِ الأمورِ وتحقَّقَتْ لمؤمِّلٍ !

نايف 07-20-2022 09:11 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
احلام واماني عصف بها الواقع
وحاصرتها الاسباب حتى فتكت بها
واغتالتها بسلاح التردد
احلام كثيره قد تخنق بمثل
هذه الصوره او تغتال بسبب الامكانات
واحيانا اخرى …
تلفظ انفاسها على مقصلةالنصيب
تنهدت الحروف بألم استاذي
واطلت ملامح الحزن من جوف المعنى
وخرجت الكلمات مخنوقة رغم جمالها
مضيئ في سماء الابداع انت
رغم سوداوية النهايات
وعازف ماهر على ناي الحرف

بقدر جمال الحرف الذي البس المفرده
هذا الجمال
حتى اعجز المعاجم عن الثناء
شكرا تليق بالمكان وصاحبه

عبدالعزيز 07-21-2022 12:29 AM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 


العزيز العزيز العزيز الكاتب العذب نايف : لا عجب أن أمكث بضع ساعات ، أتأملُ بهذا المرور العذب البليغ ، وأكدُّ ذهني كدًّا في البحث عن كلمات شكر ، وعبارات امتنانٍ تليق بهذا المرور الباذخ .

أسعدكَ ربي ، ورضي عنكَ ، ووفقكَ لكل خيرٍ :78:

قبل الرحيل 07-21-2022 01:53 AM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
توظيف رائع لنص سردي شبيه بالنثر
وتصوير جميل ومعبر للاحاسيس
اطلالة رائعة هذا المساء
شكرا لك عبد العزيز

يٌحَكى أنْ!؟... 07-21-2022 09:54 AM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
آمنياتنا و آحلامنا بيد اللة
مهما ابذلنا جهدا ً لنملكها يبدا القْدر يآخذ منعطف آخر
لحكمة . هكذا ايمآني ب الله
_
يعتريني الصمت ْ والدهشة في نفس الوقت ْ
دهشة: . ب حروف تعانقني وتجرني بين سطورها
صمت: احسست ُ بغرقك انت ومشاعرك لا آبالغ !!
لا آعلم هذا بوح او من وحي خيالك
لكن !! يراودني انها بووح متحجر
.. وهنا انفض مالديك ف المساحة تٌرحب بك
لعلها تكون بمثابة الرحة
اسعدك الله
ودي ..:121:

عبدالعزيز 07-21-2022 08:07 PM

رد: ما بالُ أقماري ؟!
 
قبل الرحيل : مرورٌ أبهج من غيث السحاب (جزيل الشكر ووافر الامتنان لعذبِ مروركَ) .


الساعة الآن 11:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~

This Forum used Arshfny Mod by islam servant