مجتمع غلاك - كيف أبنساك؟

بينما أجول في أروقة الذاكرة،
أصادف صفحات ممزقة من حكايتنا،
تتلألأ في جوفي ذكريات قد مضت.
هناك،
أحاول أن أنسى،
أن أشل حروف اسمك عن قاموس الأفكار،
ولكن القدر يبقى يسيل في داخلي،
كثيرًا من روعة لحنك المعتق
وعذوبة كلماتك التي تهادنت رؤيتها.

كيف يمكنني أن أبني قصورا جديدة
من غير أن تتراكض فيها حروف اسمك؟
هل هناك سحرٌ خفيٌّ قد فوتني؟!
أم لعنةٌ ألقاها الحب لغالبية العاشقين،
رغم شهوة النسيان
ورغبة الاختباء عنك؟!

عيني تطلق خيوط الألم والشوق
في البحث عن راحة قلبي،
ولكن لا فائدة،
حيث بنيت خيوط شبكتي
من حول تفاصيلك المفقودة.
لكن السؤال الأهم الذي يلاحقني
لا يتعلق بكيفية نسيانك،
بل كيف أبنى مدينتي الجديدة
دون هذه الخيوط الملتهبة والمهلهلة
التي رافقتنا في كل خطوة
من هذه الرحلة الجميلة؟

أحيانًا،
استيقظ وأشعر أن هذه الخيوط
لن تأبه بأن تداعب وجهي،
لن تتبعني في عباب الأيام
بين ضحكة زميل
أو نشوات فرحة.
وفي تلك اللحظات،
اكتشف قوتي الخفية،
أنه بإمكاني أن أسير
بخطى ثابتة
ورأس مرفوع إلى الأمام،
سأبني قصور السعادة
ببقايا حزنك المتبقي في أرجاء قلبي.

إنه ليس بالسهولة المطلقة
أن أبني
حروفًا
وصوتًا جديدًا للسعادة،
لكنني سأحاول.
سوف أملأ الحكايات الملونة بمغامرات لا حدود لها،
وفى معابر كلماتي
سأصنع طريقًا جديدًا
يقرأ فيه قلبك المدرك الكائن بين صفحاتها.

سأبدأ من جديد،
فبعد كل صياح الحنين،
هاقد ولى ذاك الزمان والخراب،
فألقِ القلب فوق بركانات الماضي
واجعله يطير بأجنحة ابتهاج في أجواء القادم.

فلا أبعثر الكلمات، بل أجمعها على وتيرة الحب العابر، ليبرز صوت مسموع من البعد،
لتشهد الدنيا الاستنارة والفرحة بأن الجديد قد حان.