مجتمع غلاك - الله أعلم

بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية الحوادث الماضية عياناً بياناً كما حدثت، ومهما كان عمرها التاريخي ـ سنة/ عقد/ قرن /ميلينيوم.. أو أكثر ـ ممكنة (علمياً) فيما إذا توفرت (عملياً) عبر تقنيات متقدمة جداً جداً لم تُصنع حتى الآن‼️
كيف؟
لو جدلاً انتقلت إلى سطح القمر وراقبت الأرض عبر التلسكوب فأنت في الواقع تُشاهد مناظر وحوادث أرضية مضى عليها ثانيتان، وهي ـ أي المشاهد ـ تنطلق عبر الفضاء بسرعة الضوء (300 ألف كم في الثانية).
بينما لو وقفت على كوكب المريخ ستشاهد عبر تلسكوب فائق القوة مناظر وحوادث أرضية مضى عليها 4 دقائق، بينما لو وقفت على كوكب بلوتو ستشاهد حوادث أرضية حية مضى عليها 5 ساعات ونصف الساعة
(هذا شريطة أن تمتلك تلسكوباً قادراً على رؤية الأرض عن قرب وهو لم يُصنع بعد).
بينما (جدلاً) لو وقفت قريباً من نجم ألفا قنطورس (وهو أقرب نجم لشمسنا)، واستخدمت تلسكوباً عظيماً ستشاهد حوادث أرضية حية مضى عليها نحو 4 سنوات‼️ وهذه المشاهد تسير بسرعة الضوء 9.4 تريليون كم في السنة حتى تصل لعينيك وأنت على بعد 4 سنوات ضوئية من الأرض.
بينما لو وقفت قريباً من نجم الشعرى اليمانية ستشاهد حوادث أرضية حية، مضى عليها نحو 8 سنوات، بينما لو وقفت قريباً من نجم الثريا ستشاهد حوادث أرضية حية مضى عليها 440 سنة، (هذا شريطة أن تمتلك تلسكوباً قادراً على رؤية الأرض عن قرب).
بينما لو كنت واقفاً ومراقباً لكوكب الأرض من طرف مجرتنا مجرة التبانة، ستشاهد مشاهد أرضية حية للإنسان الحجري القديم عام 98 ألف قبل الهجرة النبوية‼️. بينما لو كنت في مجرة المرأة المسلسلة (وهي أقرب مجرة لمجرتنا) ستشاهد كوكب الأرض قبل 2.5 مليون سنة من الآن‼️، بعبارة أخرى عكسية عندما تُشاهد أنت مجرة المرأة المسلسلة من على الأرض فأنت تُشاهد ضوءاً خُلق منذ 2.5 مليون سنة، وسار بسرعة 300 ألف كم في الثانية، وللتو يصل إلى مقلة عينيك.
ولا أنسى عندما شاهدتها أنا لأول مرة عبر تلسكوبي العتيد فوق سطح بيتنا قبل 38 سنة (1407) كيف اقشعر بدني، وبردت أطرافي، وشعرت برهبة الكون، وعظمة الخالق عز وجل، حيث أشاهد مشهداً حياً عمره 2.5 مليون سنة .. هنا فقط تُدرك عمق المعنى، وجمال المبنى في قول الخالق العظيم: (فلا أقسم ((بمواقع)) النجوم وإنه لقسم لو تعلمون ((عظيم))
(ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) اللهم إنك غني عنّا، وعن عذابنا، فاصفح .. واعفُ عنّا؛ فإننا نشهد أنك أنت الله .. الخالق المالك المدبر، أنت الرحمن أنت الرحمن أنت الرحمن أنت الرحيم فبرحمتك نستعين على أمور ديننا ودنيانا وكفى.
أ.د. عبدالله المسند