مجتمع غلاك

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)
-   القصص والروايات والمسرح " يمنع المنقول" (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=107)
-   -   السلطانة ... بقلمي (https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=24037)

نجمة 01-27-2024 04:14 AM

السلطانة ... بقلمي
 
تتأمل حقيبة الأقلام الصغيرة بتعجب ، خروف يختبئ بين أشجار البلوط العملاقة ، صياد يحاول اقتناصه ببندقيته!
حقيبة تافهة ، كيف اعجبتها البارحة واشترتها !

رمتها جانبا بضجر ، قاعة الصف صاخبة ، أصوات تناديها لكنها تتجاهلها فمزاجها معكر ، اليوم سيء من أوله ، تنهدت مجددا حين دخلت المعلمة تجرّ بعدها طالبة غريبة .

وضعت المعلمة اشياءها على المكتب قبل أن تضع يدها على كتفي الفتاة بجانبها :
- رحبوا معي بصديقتكم الجديدة أسماء ، جاءت من الريف منذ فترة بسيطة ، اعتنوا بها جيدا ، كونوا لطفاء معها .
ألقت جملتها الأخيرة وهي تنظر لعيني عبير ، التي تحاشتها لتتفحص أسماء من أسفل قدميها ، فتاة غثة ، بملابس نظيفة عشوائية التنسيق ، تضع حجابها بطريقة الجدات ، ملامحها بريئة كالدمى ، عيناها ترفعهما بخجل يمتزج بفضول ظريف .
ظريف !!
خطرت على بالها فكرة ، ابتسمت للمعلمة بفتور وهي تتجه لأسماء وتجلسها بالمقعد المجاور لها ، همست لرفيقتها أمنية حين أستهجنت تصرفها ضاحكة :
- لنلعب معها
مابين شراء من مقصف المدرسة إلى إحضار كتب من الصفوف الأخرى ، كتابة الواجبات و الاشغال اليدوية في حصة الفنون ، مرت الأيام على أسماء ، التي تتلقى أوامر السلطانة عبير " كما عرفت عن نفسها " لها وعيناها تبرقان، بسرور !
- حمقاء
قالتها عبير مقهقهة لصديقتها وهما تلاحقان بنظرهما أسماء الراكضة لتنفيذ أمر جديد :
-ذهبت ، تظن أني صديقتها ، سذاجتها هذه تغضبني ، لكن سأدعها ، فشكوى واحدة للمديرة ستطردني من المدرسة للأبد ، آه تذكرت شيء مسلي !
أخرجت بطاقة صغيرة ، يظهر منها رقم لهاتف أرضي كتبت على عجل ، صفعتها أمنية على كتفها بغضب :
- ستكونين انتِ الحمقاء إذا اتصلتِ به ، لم نصل لهذه المرحلة بعد يا مجنونة !
- بل هو الأحمق ، انظري إلى الرقم هذا وكأنه يعيش في القرون الوسطى ،
تبسمت باستهتار لتكمل :
- سنقابله في مكان عام ، سيكون لوحده ونحن اثنتان لا عليك ، فقط راقبيني .
رن الهاتف :
- مرحبا .
ليجيبها الطرف الآخر بسرعة وكأنه يتوقع مكالمتها هذه .
- لنتقابل بعد يومين قبل الحصة الرابعة .
وصلتها الموافقة لحظتها ، تأرجح قلبها بخوف لثوانِ ، صاحبه شعور كالهلوسة ،أعاد إشعال ملحمة ازلية بين قلبها وعقلها ، تتقاذفها الأفكار شرقا و غربا، مع ذلك لم تكن يوما ممن يتراجع عن أفعاله بسهولة!
فهي لم تعد تتحمس للمقالب الطفولية تلك ، تريد تجربة افكار جديدة ، مغامرة لم تعشها من قبل.
حين جاء الموعد شعرت بحجم الورطة ، أمنية كادت تتخلى عنها ، لكنها أجبرتها بطريقتها !
كانت سيارة الفتى تنتظرهما خلف مبنى المدرسة ، تسللتا خفية عن أنظار المراقبات ، لو اكتشفن فعلتها سيبلغن والدها و سيذبحها بسكينه كالشاة حرفيا ، ملامحها لا تشي بما يتزلزل به قلبها ، على خلاف أمنية التي يظهر عليها الخوف جليا :
- أسماء ، تلك أسماء !! لقد رأتني !
قالتها أمنية وهي تخفض رأسها ، رجفت عينا عبير لكن ورطتهما لم تكتمل الأ حين رأت الشاب الأكبر سنا في المقعد الأمامي بجانب الفتى ، كم هي حمقاء ؟
كيف لم تلاحظ وجوده إلا الآن؟
وجوده ليس عبثاً ، هما خططا لأمر ما .
قرصت أمنية بحركة تعرفها الأخرى لتصمت وهي تتبادل النظرات معها .
قرعت النافذة لتطل اسماء ، تيبست ملامح عبير ،وأسماء تحثهن على ترجل السيارة ، مع إصرار اسماء لم يكن أمام الفتى خيار سوى أن يتحرك بسرعة ، وقبل أن تنطلق ، كانت على المقعد بجانبهن .
- لماذا جئتي ؟ اطلبي منه التوقف الآن ! ولتنزلي .
تجاهلتها اسماء ونظرها لا يتزحزح عن نافذة السيارة .
- جواد ! هي ليست معنا ، توقف جانبا وانزلها .
كان رد الفتى لمحة من المرآءة لأسماء قبل أن يعود بنظره للطريق .
كان جواد بنفس عمرهم لكن الفتى الأكبر سناً ربما طالب جامعي ، هذا ما استنتجه تفكير عبير بعدما تفحصت حقيبة الحاسوب المحمول التي يحملها .
اخرجت هاتفها من خلف حقيبتها ، ارقام اهلها جميعا بدت مرعبة ، حثتها نفسها على التمهل فربما يمر كل هذا ولا يضطر أي منهم لمعرفة حماقتها الكارثية هذه .
عشر دقائق مرت لكنها شعرت وكأنها في سفر ، شعرت بوكز اسماء لها ، ناولتها بعض الأوراق ، تناولتها لتشعر بمقبض معدني تحتها ، قبضة حديدية ، رمشت بذهول لرؤية السلاح الصغير في يد اسماء الأخرى !
في النصف الساعة الآخر، حدث مالم يكن في الحسبان ، كأنها في مسرح كبير ، فيلم هندي لو شاهدته خلف الشاشات لضحكت من هول الخيال!
اسماء وهي تضع السلاح خلف رأس جواد ، يداها المرتجفة ، ألوان كالنجوم شوشت عليها رؤية الواقع ، صوت اسماء !
- دع صديقك ينزل وواصل السير ، الآن !!!

قفز صديقه حين صاحت به ، هاربا كالنعجة !
محاولته آخذ السلاح منها ، تمايل السيارة يمينا وشمالا ، كأن إعصارا يضربها ، بل هو حقاً :
إعصار " اسماء " الجارف !
ضُرب رأسها حتى أُدمي ، لكنها تشبثت بالسلاح بقوة ، اصطدمت السيارة بالرصيف ليتوقف وهو يجري هاربا بعد صديقه!
امنية الباكية ، قدما عبير الوهنتان ، اسماء التي تلملم أوراقها بعد أن بعثرها اصطدام السيارة ذاك .
صمت تام تلى تلك اللحظات .
في سيارة الأجرة سألت :
- كيف ؟
- والدي تاجر اسلحة ولدى كل افراد اسرتي سلاحهم الخاص ، نحن نستخدمها وكأنها ألعاب نارية !
لأول مرة يستمر ذهول عبير لأيام .
لكن ذهول المدرسة بأكملها في اليوم التالي كأن أكبر :
عبير وهي تحمل حقيبة اسماء وتشتري لها الغداء من المقصف والأشد عجبا كان مناداتها لها ب :
-السلطانة أسماء!

تمت

عآزفّ النّآي 01-27-2024 04:49 AM

رد: السلطانة ... بقلمي
 
مبدعه اخت نجمه
قصه جميله أستمتعت بقرأتهـآ
أنتظــآر قادمك ،,:241:

نبض غلاك 01-27-2024 05:52 AM

رد: السلطانة ... بقلمي
 
نجمه
قصه جميله

سردك رائع
قلم مبدع
تم الختم واضافة 300 نقطه:161:

الولهان عبدالله 01-27-2024 12:57 PM

رد: السلطانة ... بقلمي
 
من أجمل ماقرات وبالذات التشبيه الموجود
ربي يسعدك يالغلا

نجمة 01-27-2024 10:22 PM

رد: السلطانة ... بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عآزفّ النّآي (المشاركة 919831)
مبدعه اخت نجمه
قصه جميله أستمتعت بقرأتهـآ
أنتظــآر قادمك ،,:241:


اهلا وسهلا بك اخي
جميل انها اعجبتكم ^^

نجمة 01-27-2024 10:22 PM

رد: السلطانة ... بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبض غلاك (المشاركة 919859)
نجمه
قصه جميله

سردك رائع
قلم مبدع
تم الختم واضافة 300 نقطه:161:



الاروع مرورك عزيزتي
شكرا لك ^^


الساعة الآن 02:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~

This Forum used Arshfny Mod by islam servant