مجتمع غلاك - كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد الأحمدي " تحدي القراءة " ..~

كتاب نظرية الفستق
هو كتاب مكون من عدة مقالات جميعها ترسم لنا
الطريق لتطوير ذواتنا
وتغيير المفاهيم الخاطئه ونمط التفكير وتطويره
بطريقه جميله تعتمد على الامثله في معظمها
لايصال الفكره للقاريء بشكل سلس
كي يمضي بشكل مثالي في حياته وتعاملاته مع الاخرين
ويركز على توجيه القاريء ليعرف امكاناته واولياته
ويزرع بداخله اهمية الحلم وحجمه وكيف يتحقق
وحتى كيف يخرج من دائرة افكار المجتمع الضيقه
الى فضاء ارحب يستطيع فيه بناء شخصيته وافكاره
المستقله وتطوير مفاهيمه وقناعاته الخاصه التي
يستطيع معها ان يقارن ويحكم على صحة تلك الافكار
من عدمها .
ويلفت الانتباه الى اهمية الاستماع الى افكار حتى
من لايروقون لك وتتخذ ضدهم موقف او تملك عنهم
افكار سلبيه لايمنع ان تستمع لهم فربما يأتي احدهم
بفكر صائب ..
كما ان طريقة تعاملنا مع الاخرين ستصنع ايضا نفس
المعامله منهم اتجاهنا .
ايضا الكتاب يلفت انتباهنا ان الجدال والغضب
في بداية يومك قد يصنع يومك كاملا
فلا تهدر طاقتك وايجابيتك في جدال بيزنطي
قد يفسد يومك ..
في احدى مقالات الكتاب اعجبتني جملة ..
الاذكياء لايكررون الخطأ مرتين ولا يلدغون من جحر مرتين ..
جمله تجعلك تبني نهجا ناجحا في حياتك بحيث ترفع
لديك نسبة الحذر والتقليل من الاخطاء التي تعيدك
عادة لنفس النقطه بل وتتعلم من اخطائك وتجعلها
سلما للنجاح .
ايضا يتحدث الكاتب في احد مقالاته
عن الحظ السعيد ونسبيته
وكيف تستطيع انتهاز الفرص التي تجلبه ..

كما اعجبت كثيرا بالتحذير الوارد في احد المقالات
الذي يوضح كيف ان هناك مآسي كبيره قد تنشأ
عن افعال صغيره جدا
وفي مكان اخر يوجهنا الكاتب ان علينا عدم اتخاذ افكارنا
كنسخه مقدسه غير قابله للتعديل فعلينا الاطلاع ورمي
كل فكره خلف ظهورنا عندما يثبت لنا صحة وواقعية
فكره اخرى
فالعلماء فعلوا ذلك عندما تبين لهم خطأ افكارهم
ويحذرنا ايضا من التأثر بفكر من نحب فقط ..
لأن من نحب قد يكونوا على خطأ احيانا..
وعلينا ان نتحرى المنطق في التفكير بعيدا عن المؤثرات
وعلينا دائما ان نفهم ان التفسير الابسط هو الاقرب
للصحه .
وفي احدى المقالات يرشدنا الكتاب كيف نطور افكارنا
وذالك بتجنب كثرة الاسئله وطرح الكثير من التسؤلات
ويوضح لنا ان العقل البشري سهل الاستسلام لأي فعل
جماعي مهما بدأ غريبا وشاذ وعلينا التنبه لهذه النقطه
وعدم الوقوع فيها
ويشدد على اهمية ان تغسل مخك بنفسك حتى لاتجد
من يغسله نيابة عنك
وعلى الشخص دائما ان يفهم بأنه يعرف اقل مما يعتقد
وان يدرك ان الجهل هو الحاله الاصليه والمعرفه
هي الاستثناء ولابد من زيادة مساحة الضوء حول ظلام
الجهل حتى يتم ادراك الأمور على حقيقتها
في مقال القبعات الست اعجبت كثيرا بتلك الطريقه
التي يرشدنا فيها الكتاب الى التفكير بها
لنرى الامور من كل الجوانب قبل اتخاذ اي خطوه
مستقبليه .
وايضا استخدم طريقة الشجره والورقه والقلم
في التفكير بحيث تكون الفكره الاساسيه هي الجذع
ثم تتفرع منها عدة فروع مساعده لاتمام الفكره
ورغم تطور الاجهزه المحموله الا انها لاتغنيك عن الورقه
والقلم لتنفيذ الامر بطريقه مرضيه
كما ان القيام بأي عمل يتطلب ترتيب الاوليات
كي نستطيع تنفيذها بسهوله
فهناك فرق شاسع بين خطة العمل والامنيات

من القواعد الجميله في الكتاب
قاعدة 20/80 للانجاز والمتعه والنتائج الايجابيه
كما ان استغلال الوقت الضائع يعود علينا بفوائد
لانتخيلها فهناك وقت مهدر لانلتفت اليه بينما
قد يوفر لنا الكثير من النجاح الاضافي

وفي مقال السعاده يلفت نظرنا الى انه
ان اردت العيش بسعاده توقف عن الاهتمام بما يفعل
الناس وماذا يملكون وكيف يتصرفون بحياتهم الخاصه
ولا تقارن نفسك بأحد ولاتهتم لرأي احد
استيقظ كل صباح وكأنك منحت حياه جديده
فالسعاده لاترتبط بأحد ولاترتبط بمستوى اجتماعي
واعلم ان لكل شخص اشياء تسعده قد لايشترك فيها
مع الاخرين

يعود بنا الكتاب الى التفكير
وانه يجب ان نعلم بأنه ليس عيبا ان نملك رأيا خاطئا
لكن العيب ان نملك عقلا جامدا واراء ترفض التغيير
وان من خاف الانتقاد فلا يفعل شيئا فـ رضى الناس
غاية لاتدرك

ثم يأخذنا لمنحنى آخر نظرية 10/90 وهي ان 10٪ من
المشاكل خارجه عن ارادتك ولكن 90٪ مما يحدث لاحقا
هي ردة فعلك اتجاهها
وان نيران الغضب تبدأ من شراره صغيره يسهل منعها
منذ البدايه فحاول ان تكون مرنا في ردات فعلك

ثم يعرج بنا الكتاب على انه لايوجد شي اسمه افضل مهنه
فأفضل مهنه هي المهنه التي تعشقها وتبدع فيها
ثم يشرح لنا الفرق بين المدير والقائد

وكذالك يتحدث عن ادارة الوقت
وكيف تقيس مدى اهميتك ونجاحك في عملك
وايضا متى يجب ان تقول (لا) حتى لاتستغل

ثم يتحدث في احد مقالاته عن الاخلاق
وانك لست مجبر على احترام الجميع
ولكن يفترض عليك معاملة الجميع باحترام
وعليك مخالقة الناس على جميع اطيافهم
بخلق حسن
وتعلّم انه يأخذ بالرفق مالا يأخذ بالقوه
ويشير الى الطريقه التي تحول بها اعدائك الى اصدقاء
وذلك برد سيئتهم بالمعامله الحسنه
كما يوجهنا الى عدم انتظار سن الشيخوخه لنكشف
قائمة الندم الخاصه بنا
فالاشياء التي سنندم عليها في المستقبل هي مانتحرج
من فعلها في الحاضر .

ويختتم المؤلف هذا الكتاب الرائع بتسؤلات للقاري
عن ماهو الشيء او الأشياء التي يتمنى استخدام
زر ctrl+z لمحوها من محطات حياته
ويترك للقاريء حرية طرح تلك التساؤلات على نفسه
والاجابه عليها

كانت رحله جدا جميله مع كتاب نظرية الفستق
وشكرا لاختيارك المفيد رانيا
متمنيا للجميع الاستفاده الكامله مما ورد في الكتاب