طُليْطل |
05-11-2021 07:22 AM |
من الذاكرة .. يوم من أيام طالب كسول !
https://k.top4top.io/p_1712ok19c1.gif
:128:
من الذاكرة .. يوم من ايام طالب كسول !
في الصباح الباكر ، وعلى انغام ساعتي "الخراش'' الكلاسيكية استيقظت
والخمول يتوسل الي بأبي وأمي بأن اغمض عيناي ولو لخمس دقائق !
انتهى هذا الحوار على صوت جاراتي اللعينات ، فهم يسكنون في الشقة المجاورة
وكالعادة مشادة كلامية وصراخ على إيقاع لعبة البلوت !
لا داعي للغرابة ، نعم فـ في هذا التوقيت الباكر تكون اللعبة في اشد مراحلها التنافسية
حيث انها '' القيم " الأخير الذي يسبق موعد نومهم !
نزعت رداء الكسل وارتديت ثياب عزيمتي الملقاة بجانبي وانا اتمتم بأقذع الشتائم
وأفظع جُمل السباب واشنع ما قالته العرب في قذف الرجال لجاراتي .. عفواً
جيراني الذين هم ليسوا سوى حفنة من الحمقى!
صبية تافهون أصحاب وجوه كالحة خالية من المروءة لا تعرف للأدب طريقاً !
اعددت فطوراً يليق بي كـ شاب يصارع الوقت كي يلحق بركب المحاضرات , خبزة محشوة بالجبن الذي لا يحبني !
اشعر بكرهها لي ، فهي بلا طعم ولا رائحة ، باردة كـ برودة طباع جاراتي ، ولكن اتناولها مجبراً
من باب اتباع سلوكيات بني البشر حيث الأكل في الصباح !
أغلقت باب "شقتي الجميلة" ، واذا بأحد جاراتي يستوقفني ليطلب مني قليلاً من السكر !
تمعنت جيداً في هيئته ، هو كـ الجرذ
سمين اجرب ، كرية الرائحة بني اللون ، كثير الكلام
عسير الهضم !
تكيل له الشتائم في الصباح يلقي عليك التحية في المساء ويطرق بابك لعله يجد لديك قليلٌ من القهوة او الشاي !
.
.
بإتجاه الجامعة العزيزة اقود سيارتي، واحرق سيجارتي ، واستمع الى صاحب الشنب الصامد لأكثر من نصف قرن !
رفيق الليالي عبادي ابن الجوهر يشدوا بالنغم من مسجلي" الكهل'' ، الذي اصبح يصاب بنوبة سعال
وسط الأغنيات ولا غرابة ف للسن احكام !
اوقفت سيارتي في احد المواقف وترجلت منها وانا انظر بتأمل الى بوابة الجامعة العزيزة التي تُعلمني
ان اكون مديراً ناجحاً في يوم ما ، وذلك من خلال مجموعة من مدرسين لايخافون الله !
قطيع من الكهول الحمقى لديهم كروش منتفخة ومساحات شاسعة من الصلع يسكنها الخُبث واللؤم !
لا يأبهون لك ولايهتمون لأمرك ، يزرعون داخلك الإحباط والإستسلام للحظ آخر الترم !
فلا قيمة لتحصيلك العلمي واجتهادك !
_ يبدوووووول !
هنا التفت ببطئ الى اليمين ، فهذا الصوت البارد الذي قطع تأملي اعرفه جيداً !
فلا احد ينطق اسمي بهذا الشكل غيره !
اهلاً مستر عرفان !
وكالعادة بعد ان قال لي صباح الخير بلكنة انجليزية تأن تحت وطأة الإستعمار الهندي !
ممزوجة بإبتسامة صفراء كريهة اللون والطعم !
بدأ في التهديد والوعيد ، احتجاجاً منه على تأخري عن كلاسة الأخير !
والسبب الحقيقي هو أنني شخصية لا يستلطفها ابداً ، فـ مستر عرفان ببساطة هو من الأشخاص
الذين يقدسون انطباعهم الشخصي الأول عن الآخرين !
بل ويتعامل معك بناءً على ذلك ! حتى لو كان ذلك الانطباع خاطئ !
بدأنا في الكلاسات ، مهرج يدخل وآخر يخرج !
وانا هناك ، في احد الزوايا اضاجع الملل وابتسم بإستسلام لروتيني اليومي !
طُليْطل _ 2017
:11:
:115:
|
|