الشوكولاتة، هذا الغذاء الساحر الذي يعشقه الملايين حول العالم،
له تاريخ طويل ومثير يعود إلى حضارات قديمة في أمريكا الوسطى مثل الأزتيك والمايا.
كانت تستخدم في البداية كمشروب مر، غير محلى، يعتقد أن له خصائص طبية وروحانية.
مع مرور الزمن، ومع اكتشاف الأوروبيين للأمريكتين،
بدأت الشوكولاتة في التحول بشكل كبير،
حيث أضيفت إليها المحليات والنكهات لتصبح أكثر ملائمة للأذواق الأوروبية.
عبر العصور، تطورت صناعة الشوكولاتة إلى صناعة عالمية ضخمة،
تقدم منتجاتها في أشكال ونكهات متعددة تناسب جميع الأذواق والمناسبات.
اليوم، يتم استخدام الشوكولاتة في كل شيء بدءًا من الحلويات
والمشروبات وحتى الأطعمة الصحية ومستحضرات التجميل،
بفضل خصائصها الفريدة والنكهة اللذيذة التي تضفيها.
تاريخ اكتشاف الكاكاو
تنمو الشوكولاتة على الشجرة القارية دائمة الخضرة والمعروفة بشجرة «الكاكاو»
التي يحصد منها بذور تمثل المصادر المختلفة لجميع منتجات الكاكاو ومنها الشوكولاتة.
وكانت تلك الشجرة تنمو في المناطق البرية من المناطق الاستوائية في أمريكا الجنوبية منذ 4000 سنة قبل الميلاد.
وتتميز شجرة الكاكاو بأوراقها العريضة وتنمو حتى تصل إلى ارتفاع 7.5 م وتشبه بذور الكاكاو
أو حبوبها إلى حدكبير اللوز.
الإنتاج
الكاكاو يزرع على مساحة 70,000 كم² (27,000 ميل²) حول العالم. الإحصائيات مأخوذة من الفاو [1] لعام 2005:
الزراعة
الموطن الأصلي لشجرة الكاكاو هو الغابات الاستوائية الممطرة بأمريكا الجنوبية،
ويمكن زراعتها في أي بلد استوائي، تتوفر فيه تربة غنية جيدة الصرف واغزارة في الرطوبة طيلة السنة،
وموسم الحصاد يبدأ من أكتوبر حتى مارس وفي غانا تنتج الأشجار بمعدل رطلين من الكاكاو المجفف لكل شجرة في السنة،
إذا زرعت بمعدل 360 شجرة للفدان الواحد. وتستمر في الإنتاج حوالي 40 سنة.
الحصاد والتصنيع
تقتطع الثمرة من النبات بسكين خاص، وتسحق لفصل البذور من اللبن،
وتخمر البذور وتجفف كما سبق وصفه، وبذلك تصبح البذور الجافة، جاهزة للنقل إلى المصنع،
حيث تنظف وتحمص في إسطوانات دوارة. وبعد ذلك تكسر البذور المحمصة إلى قطع صغيرة،
وتفصل القشور عن لب البذور بعملية تذرية ثم تطحن قطع اللب، التي تعرف باسم Nibs
بين إسطوانات دوارة، فتتحول إلى كتلة شبه سائلة، بسبب ما بها من زيت،
وتسمى حنيئذ كتلة الكاكاو. وابتداء من هذه المرحلة تختلف المعاملة تبعا للمطلوب من المنتج،
شوكولاتة أو كاكاو، يزال حوالي نصف الزيت أو زبدة الكاكو بواسطة الضغط،
ثم تطحن العجينة اليابسة التي تنتج الخليط جيدا، يبين إسطوانات دوارة مصنوعة من الحجر،
ولصنع الشوكولاتة اللبن، يضاف اللبن المجفف أو المكثف، ويحتفظ بالخليط حارا نوعا ما أثناء العملية.
وفي هذه المرحلة الأخيرة يصبح تركيز الخليط،
بحيث يتجمد عندما يبرد، واليوم يشهد العالم افراطاً في احتساء الكاكاو والقهوة كشراب حلو المذاق، أو ممزوج بالحليب.
مراحل تصنيع الشوكولاتة
1- يتم اعداد الشوكولاته من بذور الكاكاو التي يتم استخراجها من الثمار الكبيرة التي تنتجها شجرة الكاكاو،
في كل ثمرة كبيرة يوجد على الأقل 30-50 بذرة صغيرة من بذور الكاكاو
2- يتم تسخين البذور إلى درجة حرارة معينة وتترك بضعة أيام حتى تتخمر ويتحول لونها إلى اللون البني
المعتاد للكاكاو ومن ثم تجفف الحبوب بالشمس ويتم ارسالها لمصانع اعداد الشوكولاته.
3- يتم طحن الحبوب للحصول على بودرة الكاكاو ومن ثم يتم عصر الحبوب للحصول على زبدة الكوكاو
4- تصنع الشكولاته بشكلها النهائي عن طريق خلط بودرة الكوكاو وزبدة الكوكاو مع الحليب والسكر
فوائد الكاكاو
الكاكاو شجرة معمرة وبذورها تشفي الحمى والسعال والكاكاو مدرة للبول ومقوية للقلب والكلى،
ان الثيوبرومين الموجود في بذور الكاكاو يريح العضلة الملساء للانبوب الهضمي وهذا ربما
هو السبب الذي يجعل الكثير من الناس يتناولون الشوكولاته حتى بعد امتلاء البطن بالأطعمة
إذا اراد ان يريح معدته بعد وجبة دسمة، والغلاف الخارجي لبذور الكاكاو والذي يعرف بالقصرة (Teast)
يستخدم في الوقت الحاضر لعلاج مشاكل الكبد والمثانة والكلى والسكري وكمقوٍ عام وكمادة مقبضة ضد الإسهال،
أكدت دراسة طبية أسترالية حديثة أن نصف الذين يعانون من الاكتئاب
يلجأون إلى تناول قطع من الشوكولاتة
حيث يحسون بعدها بانتعاش حالتهم النفسية وتحسن في مزاجهم.
ووجدت الدراسة التي نشرت نتائجها في الدورية البريطانية للطب النفسي
(British Journal of Psychiatry)
الطبية أن 54 بالمائة من الذين لجأوا إلى الشوكولاتة كانوا يعانون من اضطراب في مزاجهم
وخوف من رفض المجتمع لهم.
وشملت الدراسة، التي أعدها باحثون في أستراليا، ألفين و600 شخصاً
من الذين يعانون من درجات متفاوتة من الاكتئاب.
وقال معد الدراسة في جامعة ساوث ويلز الدكتور غوردون باركر
إن إيجاد علاقة بين اشتهاء الشوكولاتة وأمزجة الناس كان أمرا مثيرا بالنسبة لنا.
الجدير بالذكر أن العديد من الأبحاث أثبتت في السابق أن تناول مكعبات قليلة من الشوكولاتة
يوميا قد يقي من ضيق الشرايين ويساعد في إقلال مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ولم تقتصر فوائد الشوكولاته فقط على القلب والأوعية الدموية،
لكنها امتدت أيضا إلى الأسنان حيث أعلن عدد من العلماء اليابانيين
أنها من أكثر المواد مقدرة على التغلب على طبقة «البليك» المسببة للتسوس.
فوائد الكاكاو للوقاية من السكري
ذكرت دراسة حديثة أجريت في يونيو عام 2013 من قبل باحثين في جامعة بنسلفانيا الأمريكية
على الفئران انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 30%.
ويشير الباحثون إلى دور الفلافونويدات في الوقاية من السكري
عن طريق خفض مستوى الدهون الثلاثية والدهون في الكبد التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري.
وقال الدكتور «جوش لامبرت» أستاذ علوم الغذاء في جامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة
أنهم قد لاحظوا انخفاض وزن الجسم أيضاً بصورة بسيطة ولكنه انخفاض مهم على أية حال على الرغم من ضآلته.
كان العلماء قد أضافوا إلى النظام الغذائي للفئران ما يعادل 10 ملاعق كبيرة
أو 5 أكواب من الكاكاو طوال فترة الدراسة والتي بلغت 12 أسبوعاً.
فوائد الكاكاو لضغط الدم
أكدت دراسة أجريت عام 2012 أن تناول مشروب الكاكاو (الهوت شوكلت)
والشوكولاتة السوداء يعمل على خفض ارتفاع ضغط الدم عند الأشخاص الذين لا تزيد معدلات ضغطهم عن 85/140.
وأرجع الباحثون في هذه الدراسة الأمر إلى الفلافونويدات التي توجد في الكاكاو.
المعلومات الغذائية
يحتوي كل كوب من بودرة الكاكاو غير المحلّى (86 غ)، بحسب وزارة الزراعة الأميركية على المعلومات الغذائية التالية:
السعرات الحرارية: 196
الدهون: 11.78
الكاربوهيدرات: 49.79
الألياف: 28.6
السكر: 1.50
البروتينات: 16.86
أنواع الشوكولاتة
- تشترك أنواع الشوكولاتة في أنها جميعها مشتقة من بذرة الككاو ،
ولكن تختلف حسب طريقة تحميص البذرة ، ونسبة الككاو للحليب والسكر ، وأهم الأنواع هي
1- الشوكولاتة المرة أو الشوكولاتة الداكنة
أو الشوكولاتة السوداء Dark Chocolate : -
وهي تحوي نسبة أعلى من مسحوق وزبدة الككاو مقابل نسبة قليلة أو معدومة من الحليب
ويضاف لها قليل من السكر وأحياناً يضاف لها محليات غير السكر وبذلك تكون نسبة السكر 0%
وتضع بعض الشركات نسبة الككاو تبدأ من 30% وتصل
إلى 90% وأحياناً 99% ، وتزداد مرارة الشوكولاتة كلما زادت نسبة الككاو فيه ،
وهناك دراسات حول فوائد عديدة للشوكولاتة الداكنة فهي تحتوي على مضادات تأكسد،
مثل متعددات الفينول ، وغيرها من الفوائد .
2- الشوكولاتة الحليب Milk chocolate :-
الشوكولاته الصلبة المصنوعة من مسحوق الحليب والحليب السائل أو الحليب المكثف.
وتكون نسبة الحليب أعلى بكثير من الشوكولاتة على أن لا تقل نسبة الككاو الصلب على 20% .
3- الشوكولاتة البيضاء White chocolate :-
يتم فصل المركب الدهني عن المواد الصلبة التي تعطي اللون الغامق للشوكولاتة ،
ففي الشوكولاتة البيضاء لا تستخدم المواد الصلبة في تصنيعها بل تستخدم المادة الدهنية
مع السكر والحليب ومواد آخرى ونتيجة لذلك ,فإن الشوكولاته البيضاء لا
تحتوي على الخصائص المضادة للأكسدة أو العديد من المكونات التي تميز الشوكولاته،
مثل الثيامين والريبوفلافين .
4- الشوكولاتة المركبة Compound chocolate :-
"الشوكلا المركبة" هو مصطلح فني يجمع الكاكاو بالدهون النباتية والدهون المهدرجة،
كبديل لزبدة الكاكاو. وفي بعض البلدان لا تسمى قانونياً بالشوكولاتة
تعتبر
الشوكلاته المكون الأساسي الذي يضفي نكهة استثنائية وجاذبية لا تقاوم على الكوكيز،
فهي تمنح هذه الحلوى البسيطة تحولاً مذهلاً إلى تجربة غنية وعميقة بالمذاقات.
سواء كانت على شكل قطع صغيرة موزعة بالتساوي في عجينة الكوكيز أو كطبقة سميكة تغلف قلبها،
فإن
الشوكلاته تجعل من كل قضمة مغامرة مختلفة تماماً عن الأخرى.
يمكن القول بأن سحر
الشوكلاته لا يكمن فقط في طعمها الغني،
بل أيضاً في قدرتها على التحول والتكيف مع مختلف أنواع الكوكيز.
من
الشوكلاته الداكنة التي تضيف طبقة من النكهة العميقة والقوية،
إلى
الشوكلاته البيضاء التي توفر لمسة حلاوة كريمية،
كل نوع يمكن أن يخلق تجربة جديدة ومثيرة.
ولا ننسى
الشوكلاته بالحليب التي تجمع بين الغنى والحلاوة بشكل متوازن، مما يجعلها خياراً مفضلاً للكثيرين.
إضافة إلى ذلك،
الشوكلاته ليست فقط عنصراً يثري الطعم،
بل إنها تعزز أيضاً القيمة الغذائية للكوكيز بفضل مضادات الأكسدة الموجودة بها،
خصوصاً في
الشوكلاته الداكنة. وبالتالي، يمكن اعتبار الكوكيز بالشوكلاته ليس فقط وجبة خفيفة شهية،
بل وجبة تحتوي على فوائد صحية معينة.
في النهاية، يبقى الجمع بين
الشوكلاته والكوكيز دليلاً على أن البساطة قد تخفي غنى لا يُستهان به من المذاق والمتعة.