أقلام مبدعة | نجم الأسبـــوع | اضافة خلفية للموضوع | إبداعاتِكم | قوانين مجتمع غلاك |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-26-2024, 10:53 AM | #1 |
|
الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !
هأنذا أؤوب بخفي حنين بعدما أمضيتُ في الأدب أكثر من ربع قرن ، وفي مسامرة الكتب خمسة وثلاثين عامًا وقد أيقنتُ –يقينًا لا يُخامره شكٌّ- أنني أضعتُ عمري فيما لا نفع فيه ولا نجاة ، وأنَّ ما أكتبه لا يرتقي لمستوى النشر ! فمن يعيدُ لي ما مضى ويسعفني في الاجتهاد فيه ؟! أيجدي الندمُ والإقلاع والعزم على عدم الإياب ؟! أيجدي الغضبُ والمقتُ ؟! أيجدي الإتلافُ والحرقُ والظعون ؟! وا أسفي ! وا أسفي ! وا أسفي على عمرٍ أضعته خلف سرابٍ خادع لا يرتقي بي للدرجات ، وإنما يهوي بي في الدركات ! وا أسفي على استرواحي نفث الشيطان وعدوي خلف سرابه ! وا أسفي على عدم إصاخة السمع ، وتحكيم العقل فيما كان يطرقُ سمعي من أهل العقل والحكمة بأن هذا السبيل ليس فيه سوى عَضِّ الأصابع والتَّحَسُّر ! كم وددتُ -وكثيرًا- أن يعودَ بي الزمن للوراء لأقف أمام نفث الشيطان وألعنه وأشيحَ عنه ، وأتحصَّنَ ضدَّهُ بالأوراد في تلك الليلة ، وأصلي لله شكرًا أن عصمني منه وأعاذني ! بعد هذا العمر المضني آن للعقل المجهد الذي أكثر الدَّلَجَ أن يُخلدَ للراحة بعد هذه الرحلة المضنية ! بعد هذا العمر المضني آن للقلم أن يُقذفَ في بيداء البغض والتيه ! بعد هذا العمر المضني آن للمحبرة أن تُحطَّمَ ويراقَ مدادُها ! بعد هذا العمر المضني آن أوان المضي وعدم الالتفات ، ومضاء العزم ! لئن أعادني الحنينُ فيما مضى إلى بيداء الأدب وهجيره رؤية القلم والأوراق ، فقد صممتُ أذنيَّ ، وأشحتُ ناظري ، ومزقتُ شرايين الحنين وأوردة الهوى فوداعًا وداعًا ! بل لَحْوًا لَحْوًا ومقتًا مقتًا ! أيها الـملْحُوُّ الممقوتُ ! ربِّ : أتيتُ والخشية غمرتِ القلبَ ، وأرعدتِ الفرائصَ ، مُوْهَنًا من تصرُّمِ الأيَّام ، وتقهقر الشباب وتقدم المشيب ، مثقلًا من كثرة التطلع والرنو والترقب ! ربِّ ورب السموات والأرض ومن فيهن وعليهن : لئن لم يَطُلْ لبثي ، فأسألكَ برحماتكَ المائة ألا تحرمني أمنية العمر العظمى ، وأن تنيلني إياها قبل شخوص البصر وميلان الرأس ! يا من رحمة من رحماته فعلت العجب العجاب ، رققت القلوب ! حدبت الأنفس ! أسالتِ الدموع ! مدت الأكف ! أسألكَ برحماتكَ المائة التي لا يحيط بها وصف ، ولا يستوعبها عقل أن تشفيني شفاءً لا يغادرُ سقمًا ، وأن ترحمني وتغفر لي ما أسلفت ، وتبارك لي ، وتحقق أمنية عمري العظمى ! ربِّ : أتوسَّلُ بكَ إليكَ ، أتوسَّلُ إليكَ برحمتكَ التي وسعتْ كل شيءٍ ، أتوسلُ إليكَ بمن يتطاولُ إبليسُ لها لعلمه بسعتها ألا تردَّني خائبًا وتنيلني أكثر مما سألتُ وأمَّلْتُ ! ربِّ ربِّ ربِّ : ارحم الكفين الممدوتين والمقلتين الذارفتين والقلب النادم والكبد الحرى ولا تردني خائبًا فلم يقفْ ببابكَ سائلٌ وذِيْدَ عنه ! ولا أتاكَ طالبٌ وعادَ خائبًا ! ولا قصدكَ مكروبٌ وخُذلَ ! سبحانكَ ما أرحمكَ ! سبحانكَ ما أرحمكَ ! سبحانكَ ما أرحمكَ ! 1445/10/9 هـ 3:45 م . hgJlQgXpE,~E hgllr,jE ! |
أجهدني إلقامُ الحجارة ! أخذ مني مأخذه وبلغ مبلغه ! |
04-26-2024, 12:31 PM | #2 |
|
رد: الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !
الأستآذ / عبد العزيز
تسلم ايدك على ما ابدعت في هذا النص المميز الـملحُو الممقوت ! اسمح لي ان ابدي اعجابي بقلمك وباسلوبك الراقي وتالقك تقبل مني كل الاحترام |
|
04-26-2024, 03:02 PM | #3 |
|
رد: الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !
،.
قال تعالى ؛ " لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسنُ في كَبَد .. الآيه " في عباراتك تتجلّى هذه المعاني حديث نفس لوّامة، ومحاسبة النّفس من أرقى ما يقوم به المرء للرجّوع لخالقه نقيّ وذو قلبٍ سليم وأن لله رحماته إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الخلائق فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الأم علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ. انسكب إحساسك في نص راقي ذا عتب وتمحيص غني بالمرادفات والمعاني العميقة تلامس الرّوح نسأل الله جميعاً السّلام والسّداد والعفو والعافيه والرّضا .. ،. أبدعت أخي عبدالعزيز سلمت ودام انسكاب قلمك .. |
|
04-27-2024, 07:41 AM | #4 |
|
رد: الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !
يا من رحمة من رحماته فعلت العجب العجاب ، رققت القلوب ! حدبت الأنفس ! أسالتِ الدموع ! مدت الأكف ! أسألكَ برحماتكَ المائة التي لا يحيط بها وصف ، ولا يستوعبها عقل أن تشفيني شفاءً لا يغادرُ سقمًا ، وأن ترحمني وتغفر لي ما أسلفت ، وتبارك لي ، وتحقق أمنية عمري العظمى !
- اللهم آمين .. نص ثري ومفعم ب الروحآنيه .. جميل مآسطرته يدآك سلم لنآ قلمك .. ودمت كمآ تحب .. - |
-
|
04-27-2024, 08:52 AM | #5 |
|
رد: الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !
العزيز عازف الناي : مرورٌ أضاءتْ له جنباتُ هذا الصرح وعبق المسك بأجوائه (أسعدكَ ربي ورضي عنكَ) .
|
|
04-27-2024, 08:53 AM | #6 |
|
رد: الـمَلْحُوُّ الممقوتُ !
أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا ! فالحمد لله الذي أزال الغشاوة وجلا الرين ! فله الحمد في الآخرة والأولى ! عمرٌ مضى ، وليال سهرتْ ، وأيامٌ ضيِّعتْ ، وعقلٌ أجهدَ ، وعدوٌ خلف سرابٍ لا يُروي ولا يجدي ! أختي الموقرة راما : مرورٌ أينعتْ له أفانين السرور ، واخضلتْ حقول الأنس فرضي الله عنكِ وأرضاكِ وأسعدكِ مدى العمر (ممتنٌّ) . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الممقوتُ, الـمَلْحُوُّ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|