12-05-2021, 10:27 PM | #1 |
|
السيره النبويه الدرس ٢١٣
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثالثة عشر بعد المئتيين *213* *حج أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالمسلمين .* *ونزول آيات صدر سورة التوبة .* رجع ﷺ من غزوة تبوك .... وفي شهر "ذي الحجة" من السنة التاسعة من الهجرة خرج المسلمون لأداء فريضة الحج . ولم يخرج معهم النبي ﷺ وإنما خرج بالمسلمون "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه وأرضاه وكانت هذه هي السنة الثانية التي لم يخرج فيها النبي ﷺ للحج ..... كانت المرة الأولى في السنة الثامنة وهذه المرة الثانية في السنة التاسعة وقيل في كتب السيرة أن سبب عدم خروج النبي للحج في السنة التاسعة*هو إنشغال النبي ﷺ بإستقبال الوفود التي تأتي للمدينة لتعلم الإسلام والقرآن الكريم ومبايعة النبي ﷺ ولكن بعد متابعة السيرة ودراستها هنالك سبب آخر لعدم خروجه ﷺ للحج في هذا العام* لنلقي نظرة عامة عن مكة ومن يحج إليها في ذلك الوقت لنعرف أكثر عن عدم خروجه ﷺ في هذا العام للحج . فقد ظن الصحابة رضي الله عنهم أن النبي ﷺ سيحج هذا العام بعد أن أصبحت "مكة" دار إسلام.... وها هو ﷺ قد ثبَّتَ هذا الدين والأمن له في أرجاء الجزيرة كلها* ولكن النبي ﷺ لا يسير إلا أن يسيره ربه تبارك وتعالى وقد إختار له الله أن يكون له حجة واحدة في عمره وهي "حجة الوداع" وبإلهام من الله سبحانه وتعالى دون نص قرآني إختار النبي ﷺ عدم خروجه للحج في هذا العام* وانتدب "أبا بكر الصديق" رضي الله عنه ليخرج بعدد من أهل المدينة بلغوا 300 رجل ومن أراد أن يرافقهم من أهل الأعراب من حول المدينة فيكون "ابو بكر" رضي الله عنه أمير المسلمين في الحج*.... فإن مكة كانت تستقبل المسلمين وغير المسلمين في ذلك الوقت* فكانت العرب كلها تحج إقتداءً بملة نبي الله إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى*: *وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ .* فكل الناس كانت تحج على دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأن دين إبراهيم عليه السلام هو دين الأنبياء جميعاً لأنه هو الدين عند الله*تعالى . قال تعالى : *إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ...* وما دام يأتي إلى الحج المسلم وغير المسلم كانت لهم عادات وتقاليد لا يقرها شرعنا* ولكن لم يأتي للنبي ﷺ نص قرآني يغيرها لهم . وما كان ﷺ يشرع إلا بوحي*من الله سبحانه وتعالى ولكن كره أن يحضر موسم حج وفيه ما لا يتفق مع خلق الإنسان الطبيعي*.... فلقد ابتدعت قريش وبعض قبائل العرب بدعة في الحج لم تكن تعرف من قبل وهي الطواف حول الكعبة وهم عراة*. معتقدين بذلك أن الله لا يقبل طوافهم بثياب عصوا الله فيها فكانوا يتجردون من ثيابهم في حجر إسماعيل ، ويطوفون بالبيت عراةً كما ولدتهم أمهاتهم فالمرأة تأخذ شيئاً ما يستر فرجها فقط ثم تطوف في البيت عريانة* والرجل يطوف أيضاً عريان* معتقدين أن الله لا يقبل توبتهم بثياب عصوا الله فيها "خرافات وبدع" ولم يكن النبي ﷺ قد شرَّع للناس وإن كانت مكة دار إسلام فلم يحب النبي ﷺ أن يحضر هذا الحج ثم يشهد من يطوفون عراة*..... ومن يغيرون في التلبية فهنالك تلبية توحيد على ملة إبراهيم عليه السلام وهنالك تلبية فيها شرك فكانوا يقولون : لبيك لا شريك لك إلا شريكٌ أرتضيته لك* وقريش أيضاً إبتدعت بدعة*وهي بأنها لا تقف مع الناس على "عرفة" يوم الحج . بل تقف عند المشعر الحرام*. ويقولون : نحن أهل الحرم نحن أهل الحمس لا نقف مع الناس ولا نفيض مع الناس*. *الخلاصة أن النبي ﷺ إنتدب الصديق*"أبو بكر" رضي الله عنه ليكون أميراً على المسلمين و أوصاه بأن لا يغير شيئاً في ما إعتادت عليه قريش لأن الله لم يأمره بشيء* فأمر "أبو بكر" رضي الله عنه أن يكون أمير المسلمين وأن يحج بالمسلمين على ملة التوحيد وأن لا يغير في ما في قريش على الإطلاق وأرسل معه ﷺ 20 بدناً ليقدمها هديً بإسم النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت الحرام طعمة للفقراء والمساكين*. وأخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه لنفسه 5 من النياق أيضآ فأصبح العدد 25 بدنا . وبعد خروج وفد الحج بقيادة "أبي بكر الصديق" رضي الله عنه ولم يبعدوا عن المدينة المنورة كثيراً.. نزل جبريل عليه السلام على رسول الله ﷺ بأيآت من صدر سورة "التوبة" فعندما نزلت الآيات أرسل النبي ﷺ "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه ليقرأ هذه الآيات على الناس يوم الحج . وكتب له كتاب لأمير مكة حتى يعمل بمضمون هذه الآيات . وأوصاه بأربعة بنود يبلغها للناس يوم "الحج الأكبر" "الحج الأكبر" هو الحج ذاته في كل عام لأن فيه "وقفة عرفة" والحج الأصغر *هي "العمرة" لأنها تأتي على جميع أركان الحج إلا "الوقفة على عرفة" فسبب وقوف الناس على عرفة سمي "الحج الأكبر" فانطلق "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه بهذا الكتاب وأذن له النبي ﷺ بأن يركب على ناقته "القصواء" كشاهداً عليه أنه نائباً عن النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل معه أبو هريرة رضي الله عنه يزكي شهادته . فقال له: تحج مع الناس فإذا كان يوم "الحج الأكبر" "يعني صبيحة يوم النحر" وفاض الناس من عرفة واجتمعوا في منى . اقرأ عليهم هذا الكتاب والآيات التي نزلت . لأن الحجيج لا يجتمعون كلهم إلا في منى بعد عرفة . ويعلم النبي ﷺ أن قريش لا تقف في عرفة . وقد ذكرنا السبب فخصص له يوم النحر حتى يكون كل الناس قد اجتمعوا*. فإذا كان يوم النحر يستأذن "علي" رضي الله عنه من أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأنه أمير الحج ويقرأ على الناس الكتاب فانطلق "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه على ناقة النبي ﷺ ومعه كتاب من النبي صلى الله عليه وسلم مختوم بخاتمه ويصحبه "أبو هريرة" رضي الله عنه . حتى إذا إقترب من الركب سمع "أبو بكر" رضي الله عنه رغاء ناقة النبي "ﷺ" القصواء فعرفها* "سبحان الله كانوا يهتمون بكل شيء متعلق بالنبي ﷺ حتى أنهم كانوا يميزون صوت ناقته" فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمن حوله "ألا تسمعون" ؟ إنه رغاء القصواء ناقة النبي ﷺ قالوا : أجل *. قال : لعل رسول الله ﷺ قد أمُر بالحج فلحق بنا*. فتوقف الركب كله ينتظرون قدوم الناقة*. فلما زال عنها السراب وظهر لهم من يركبها*إذا هو "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه ابن عم رسول الله ﷺ . فلما سلم على الصديق ومن معه* سأله أبو بكر : يا ابن عم رسول الله أتابع أم أمير ؟ قال علي رضي الله عنه : بل تابعٌ ، ونائبٌ عن رسول الله لأقرأ على الناس وابلغهم رسالته يوم الحج الأكبر صبيحة النحر واقرأ عليهم ما أنزل الله من آيات*. ومضى الركب بإمارة "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه . حتى إذا كان يوم الحج "وقفة عرفة" ووقف الناس كما يقفون على عادتهم*. وقريش عند المشعر الحرام*والناس كلهم على "عرفة" فأفاضوا*فلما افاض الناس وكان يوم صبيحة النحر*. إستأذن "علي بن ابي طالب" رضي الله عنه من "أبي بكر" أن يبلغ الناس رسالة رسول الله ﷺ فأذن له*. فوقف علي رضي الله عنه خطيباً بالناس*. فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه*صلى الله عليه وسلم ثم قال : *ايها الناس .* ولم يقل أيها المؤمنون لأن فيهم المسلم والمشرك فكما شرحت لكم العرب كانت تحج وهي على غير دين الاسلام . *أيها الناس .* *إني رسول رسول الله إليكم لأبلغكم ما أنزل الله وأسن سنن تتبع بعد اليوم*.* ثم تلى عليهم الآيات من صدر سورة التوبة . قال تعالى*: *بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .* *فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ .* *وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ .* *فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ .* *إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا .* *وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا .* *فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .* *فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ .* *فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .* *وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ .* *ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ .* *كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .* *فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ .* *كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ .* *كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ [[ اي يكون لهم قوة عليكم ]] لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً .* هذه بعض آيات سورة التوبة حتى نصل إلى الآية ٢٨ يقول تعالى : *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا .* *وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .* ثم وقف "علي" رضي الله عنه بعد أن تلى الآيات من سورة التوبة* وسورة التوبة نزلت من غير بسملة*. قال العلماء : لأن بدايتها كانت بكلمة "براءة" وهي لا تليق مع البسملة*. لماذا ليس فيها بسملة ؟؟ قيل أنها توقيفية "يعني هكذا أنزلها الله ولا يجوز لنا أن نقول لماذا ؟؟* أعلن علي رضي الله عنه بعد أن تلى الآيات أربعة أحكام *. ١- يمنع الطواف بالبيت بعد هذا اليوم عريان* لأن رسول الله ﷺ سيأتي في العام القادم للحج ولن يرى فيها عريان إلا وضرب عنقه*. ٢- لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك*. ٣ - من كان بينه وبين رسول الله عهد فهو إلى مدته والذين لا عهد لهم فمعهم مهلة 4 أشهر*. ٤ - ألا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا*. بلغ علي رضي الله عنه للناس ذلك مرة ومرتين*: وأمر "أبو بكر الصديق رضي الله عنه " رجال من الصحابة رضي الله عنهم لهم صوت جهوري يبلغون عن لسان "علي" رضي الله عنه حتى يبلغ القاصي والداني*. وكُلف أمير مكة أن ينفذ هذه الأحكام بعد موسم الحج وأن تهيئ مكة . لإستقبال الحبيب المصطفى ﷺ في العام القادم حاجاً . هذا ما كان في حج "أبوبكر الصديق" رضي الله عنه ونفذ ذلك كله ورجع المسلمون بعد حجهم هذا وسمي هذا العام بعام "الوفود" وعلم المشركون بعد هذه البنود أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين . وعليهم أن يدخلوا في هذا الدين أو أن يخرجوا من جزيرة العرب*. فجاءت الوفود إلى المدينة أفواجاً يعلنوا إسلامهم . ✨✨✨✨✨✨ قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.... يتبع بإذن الله تعالى.... hgsdvi hgkf,di hg]vs ٢١٣ hg]vs hgsdvi |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
٢١٣, الدرس, السيره, النبويه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|