مجتمع غلاك - عزيـز وأفنــان .

عزيز كعادته يذهب كل يوم الى صديقته أفنان
يذهب مبتسماً متذكراً ماحدث بالأمس
يتذكر حديثهم الدائم ومواقفهم المضحكه
حياتهم بين الجد والهزل متناغمه وسائرة بطريق جيد
كان على يقين انه حين يخرج منها سيخرج مبتسماً وفي مزاج رائع
دخل اليها وكعادته في كل يوم يختلق شيئاً ليرى ردة فعلها وتصرفاتها
كان يحب ان يعاندها ويفاجئها ليستمتع بحديثها المتوتر والمضحك
لكنها هذه المره هي من فاجأته حيث قالت له ياصديقي
لدي طلب منك وتلك هي اول مرة تطلب منه شيئاً

قال لها انتي تأمرينني فماذا تريدين هيا قولي
قالت أريد ان تروي لي قصة جميله وممتعه
قال ألا تريدينها فكاهية ومضحكه قالت لا شي مضحك كحديثي
قال اتفق معك في ذلك حاولت ان تصمت لكنها بدأت بشتمه
لأنها لاتطيق ان يثني عليها بشكل مفاجئ
قام بالضحك بصوت عالِ ثم قال دعينا نخرج الى الحديقه المجاوره
ذهبوا وهناك قاموا بشرب الشاي معاً وقال استمعي لهذه القصه
وحين لاتعجبك سأقدم لك كوباً أخر من الشاي وان اعجبتك هذا يكفيني

قال لها كان هناك رجل يحب العيش بعيداً عن رؤية الاخرين
ترك كل شيء خلفه بعد ان كان محاطاً بجميع البشر بانواعهم
وفي احد الايام ذهب الى المكتبه لشراء كتاب وقام بقراءة عناوين الكتب
لفت انتباهه عنوان احد الكتب فكان العنوان ( متغطرسه )
أخذ الكتاب ودفع قيمته واثناء خروجه اصطدمت به فتاة تحمل بعض الكتب
سقط الكتاب من يده فانحنى لأخذه ورفع رأسه وتبين له ان الفتاة غاضبه

قال لها عذراً لم انتبه قالت ومافائدة اعتذارك الآن
قال لها هل انتي صاحبة الكتاب الذي بيدي ثم خرج من المكتبه
الفتاة لاتعرف ماذا كان يقصد وقامت بسؤال صاحب المكتبه
مااسم الكتاب الذي اشتراه هذا الرجل فقال لها متغطرسه
فشاضت غضباً وذهبت خلفه مسرعه وحين اقترابها منه
خرج بعض المارة امامه فحاول ان يبتعد عن الطريق قليلاً
فإذ بالفتاة الذي اصطدمت به تناديه هيه انت ايها المتحاذق

وقف واستدار اليها وقالت ماذا كنت تقصد قبل قليل
قال لها قدمت لكِ اعتذاري ولم يعجبك ذلك
والان بعد ان قطعتِ هذه المسافة خلفي ماذا تريدين
قالت وهل تعتقد أني جئت خلفك لأستمتع بحديثك المتباهي
ابتسم قال هل انتي دائماً غاضبه قالت ماذا تقصد
قال لاشيء لكن الأمر لايستحق واعتذر مرة أخرى
وان لم يكن هناك شيء اخر اريد ان امضي
قالت له اذهب ومالذي قد أريده منك

ابتسم امامها وقال وداعاً ، كان يسير ويحدث نفسه متسائلاً
ماكل هذا الاحتقان والغضب مالذي قد يحدث لو انني وبختها
فقد كانت هي من اصطدمت بي ورغم اعتذاري كان لسانها سليط جداً
ذهب وقام بقراءة الكتاب واكمله في يوم واحد وعاد مجدداً الى المكتبه
فقد كان يستعير الكتب ويعيدها مقابل مبلغ زهيد
لكن هذه المره ترك الكتاب وذهب ليدفع ثمنه

واثناء دخوله الى المكتبه وجد الفتاة امامه توبخ شاباً حاول الاستعراض امامها
فما كان من هذا الرجل الا ان يدخل في نوبة من الضحك
هرب ذلك الشاب واستدارت الفتاة الغاضبه الى الرجل
قالت له مالمضحك في الامر مابك هل تريد ان اشتمك
فانا لم افرغ غضبي بالجبان الذي هرب
قال لها ضاحكاً ان كان هذا يجعلك هادئه فتفضلي وقولي ماتشائين
قالت له هل انت حقاً لطيف أم انك رجل خفيف لاتقاوم جمالي

قال انا لطيف وقال ساخراً جمال لسانك ايضاً يجعلني خفيف
شعرت الفتاة انه لاذنب له وان الموقف كان فعلاً مضحكاً للرجل
فقالت الذي يراك يشعر انك لم تضحك منذ اعوام قال صدقتي
وماادراكِ بذلك اثناء ذلك شعرت الفتاة انه كان يتحدث بشكل جاد
قالت اتود ان نتحدث لبعض الوقت فكانت رغم حدة لسانها عطوف جداً
قال لما لا وذهبت معه الى مكان هادئ يتبادلون الحديث فيما بينهم

أخبرها انه لم يتحدث مع احد منذ وقت طويل وانه يقضي وقته بين الكتب
تذكرت الفتاة حديثه اثناء اصطدامها به وقالت ماذا تقصد في ذلك اليوم
قال مبتسماً تصطدمين بي واعتذرمنك فتوبخينني
وكان عنوان الكتاب الذي بيدي متغطرسه فسألتك هل هي انتي
قالت هذا مايتبادر للكثير يعتقدون اني متغطرسه ومليئة بالغرور
فقال لها لو كنتي مغروره لكنتي انتي من تتحدثين وليس انا
ولو كنتي متغطرسه لما كنتي بالأصل هنا بجانبي
إبتسمت قالت أخيراً وجدت من ينصفني

فقال لها لو اننا نجلس لوقت طويل لأخبرتك من أي الاصناف انتي
شدها حديث الرجل وقالت لا اعلم هل سنلتقي مجدداً ام لا
لكني سعدت بالتعرف اليك فقال لها وانا ايضاً وسأراك مجدداً
انتهى ذلك اللقاء وذهب كل منهم الى طريقه
وبعد ايام قليله عاد ذلك الرجل الى المكتبه بحثاً عن الفتاة
ثم ذهب الى المكان الذي كان قد تحدث معها بداخله ولم يجدها
ثم قرر العودة الى مكانه واعتزل الناس مجدداً

تتدخل أفنان وتسأل عزيز
عزيز مالذي حدث للفتاة ارجوك لاتخبرني عن امرٍ سيء
يبتسم عزيز ويقول لها لم يحدث شيء
كانت ترتشف قهوتها وتستمع الى الموسيقى
ولم يخطر ذلك الرجل عليها بعد ذلك اللقاء
تغضب أفنان من عزيز وتقول له
حقاً إن هذه الفتاة متغطرسه

يضحك عزيز ويقول لأفنان مابك
أتعتقدين أن الناس كلهم مثلك ياعزيزتي
ترد عليه افنان وتقول لا انا لااشبه كل البشر
ينظر عزيز اليها ويقول اتفق معك ياعزيزتي
ثم تغضب أفنان وملامح الخجل تكتسيها
وتقول توقف لا أريدك ان تكمل فقد تعبت هذا اليوم
يبتسم عزيز ويقول بالطبع لن اكمل طالما تودين ان اتوقف
ينهض عزيز ويقول لقد تأخر الوقت ويقوم بوداع افنان
ويذهب الى منزله : )

.

بقلم / محال