مجتمع غلاك

مجتمع غلاك (https://g-lk.com/vb/index.php)
-   القصص والروايات والمسرح " يمنع المنقول" (https://g-lk.com/vb/forumdisplay.php?f=107)
-   -   الرماديون ! ، مشاركة رقم واحد في مسابقة القصة (https://g-lk.com/vb/showthread.php?t=23037)

أماريلس 11-01-2023 03:15 PM

الرماديون !
 
مسابقة : قصة قصيرة أحداثها تبدأ بصورة


https://g-lk.com/up/do.php?imgf=169876815646951.jpeg

ما كان شعوركم وأنتم ترون هذه الصورة؟ شعور بالقرف أو الخوف؟ ماذا لو أخبرتكم أن هذا المكان في الواقع كان معملي، هو المكان الذي أستطيع التفكير فيه بحرية، المكان الذي أستطيع الابتعاد فيه عن الجميع، النزول من هذا الدرج الغريب كان مزعجًا جدًا! والمكان صغير وبالكاد أجد مكانًا مناسبًا للجلوس، رغم هذا فهذا المكان الذي لم يعجبكم هو أحد الأماكن المهمة في حياتي، على الأقل ليس فيه حشرات أو فئران، ولقد نظفته بعناية لاحقًا. لست مُعنَفًا ولا مُهمَلًا، أعيش حياة يمكنكم أن تصفوها بالعادية جدًا، وهي عادية لدرجة أن هذا المكان يبدو عاديًا بالنسبة إليّ كلما أردت اللجوء إليه. "يا له من ذوق غريب تمتلكه" يقول لي أخي أحيانًا عندما يأتي ليناديني لتناول الطعام، وينظر مطولًا وعلامات الإنزعاج باديةٌ على وجهه "يجب أن تُقفل أمي هذا الباب!". في الواقع، حاولت أمي مرارا قفله ومنعي من الذهاب إليه، بل استخدمت سُلطة والدي (الأبوية) حتى يمنعاني.
-" ألا يمكنك منع ابنك من غرابة أطواره"
-"تقصدين القبو؟"
-"لو كان قبوا عاديًا لما انزعجت، تم تحويله لحمام غريب"
نظر أبي إليّ نظرة متفحصة ثم قال:" إذا لم تتأثر درجاته دعيه يفعل ما يشاء، وعندما أرى تدنيًا في مستواه سأتصرف"
إنه يعرف أني عنيدٌ بما فيه الكفاية ليتجاهل هذه العادة الغريبة، اسميها غريبة لأني أنا بنفسي أعرف أنها عادةٌ غريبة، من يريد البقاء في هذا المكان الذي لا يبدو صالحًا للبقاء أكثر من دقيقة؟
أما عن ماذا معملي هذا، هل تسائل أحدكم ما الذي كنت أفعله في حمام القبو هذا المهجور؟ في الواقع ليس عملًا مهما جدًا، هو فقط محاولة التواصل مع سكان جوف الأرض، لقد قرأت عنهم وأنهم يسكنون تحت الأرض، لذلك وجدت أن القبو أفضل مكانٍ لهذا، لا أعلم ما قصة هذا الحمام الغريب، لقد اشترى والدي منزلًا قديمًا لأنه قريب من مكان عمله الجديد وبسعرٍ مناسب، كل شيء فيه ممتاز وبحال جيدة ما عدا هذا الحمام الغريب في شكله. لا يبدو أمرًا صحيًا البقاء فيه لزمنٍ طويل جدًا، لذلك أصبحت أدرس الأوقات حتى أعلم أيها أنسب للتواصل مع سكان جوف الأرض! أو كما يطلق عليهم الرماديون. كلما أتذكر هذه الحادثة قبل سنوات أسخر من نفسي ومن عنادي وقتها. كنا ندردش أنا وأخي عن ذكريات طفولتنا وتذكرت هذه القصة الآن لهذا أردت الكتابة عنها، كنوعٍ من إحياء الذاكرة. لنعد للوراء مجددًا، كنت أعيش خيالي الجامح بأن هذا معملي، رغم أنني درست عن طبقات الأرض وبالتفكير بها مليًا يستحيل أن يعيش أحد في طبقة قريبة منا على الأقل، ولأفكر بعمق أكثر، هناك حفريات أثرية وحفريات نفط، هناك مدى تم فحصه ولم يجدوا أحدًا يسكن هناك، لكنني ظللت على عنادي، وقررت أن أبقى لربما يرتفع أحدهم إلى قشرة الأرض بالتالي يستطيع التواصل معي. ثم حدث شيء غريب ذات مرة وأنا أدخل القبو، أجد كتابة على الجدار "مرحبا بك" ماذا كان شعوري؟ في البداية تصاعد الدم في رأسي وكنت خائفًا، ثم أصابني الحماس، لقد تحقق هدفي ولم يكن الأمر عبثًا. كتبت "مرحبا" انتظرت ردًا لكن لا شيء، في اليوم التالي رأيت كتابة جديدة "كيف حالك" كتبت "بخير" وهكذا ظللنا لعدة أيام نتحادث أحاديث عادية بهذه الطريقة، وعندما كتبت ذات مرة "هل يمكنني رؤيتك" رد علي في اليوم التالي "بالطبع لا" هنا أصابني احباط شديد جدًا، كنت قد بحثت كثيرًا عنهم وعرفت أشكالهم، كنت مستعدا لأن نصبح أصدقاء مهما بدى شكلهم غريبًا، لكن يبدو أنه أمر مستحيل.
ثم رأيت بعد فترة "تعال عند منتصف الليل، لا تحضر أي إضاءة معك، ولا تخبر أحدًا " هنا شعرت بالحماس الشديد وخططت تخطيطًا شديدًا في كيفية النزول بدون أن يشعر أحد بي، نجحت خطتي ووصلت ولم أشعل الأضواء ولم أحضر أي شيء معي ولم يحدث شيء، انتظرت ساعات ولم يأتي أحد، ثم فجأة فتح أحدهم الباب قائلًا" ألا زلت تنتظر"، لم يكن سوى أخي، ضحك كثيرًا ثم قال "أنا من كتبت كل ذلك أيها الأحمق" سألته بغضب "لماذا فعلت ذلك؟" أجابني بهدوء "لأنك لن تفهم مهما حاولت نصحك عدة مرات، فقررت العبث معك" ثم أكمل "لا أستطيع التأكيد تماما بأنه لا وجود لهم، إنه من الأمور الغيبية التي لا نعلمها، لكن الشيء الأكيد أن طريقتك لن تنجح، أنت بنفسك تعلم أن القبو ليس في انخفاض كافٍ، وليس مناسبًا لمثل هذه الأفكار، كل ما في الأمر أنك أردت أن تنشغل بموضوع ما بينما انتقلنا إلى هنا وبدلًا من تكوين صداقات مع الآخرين، قررت الانعزال في هذا المكان الغريب، تركك والدي وشأنك لأنه يعلم أن منعك سيزيد من فضولك لذلك جعلك تفعل ما تشاء، والآن بعدما حدث هل تريد الإكمال؟ " كنت غاضبًا جدًا، لكن فكرت بفكرة واحدة لألجم غضبي، لقد ضحكت، ضحكت كثيرًا حتى اعتقد أخي أنني جننت، لكنني ضحكت فقط كي أخيفه وأُغضبه مثلما أغضبني، وانتهى حينها فضولي بالرماديين.
كلنا عندما كنا صغارًا كان لدينا مغامرات غريبة وكنا ننشغل بالأشياء الخارقة للطبيعة، وهذه كانت مغامراتي.

جولين 11-01-2023 05:55 PM

رد: الرماديون ! ، مشاركة رقم واحد في مسابقة القصة
 
ماشاء الله ابداع في القصة والسرد والفكرة ، يسلمو يامبدع

عآزفّ النّآي 11-01-2023 08:15 PM

رد: الرماديون ! ، مشاركة رقم واحد في مسابقة القصة
 
مآشاء الله على الأبدآع والخيآل الروآئي
فكرة مآ تخطرحتى على من كنت تنتظرهـم
أبدعـت صديقي العزيـز مع تمنياتـي لك بالتوفيـق
دمت بخير ،,

نسرين 11-01-2023 09:24 PM

رد: الرماديون ! ، مشاركة رقم واحد في مسابقة القصة
 
سلمت يداك ودام ابداعك تحياتى و تقديرى

آلنـور 11-02-2023 06:47 AM

رد: الرماديون ! ، مشاركة رقم واحد في مسابقة القصة
 
في لحظه تذكرت روايه حوجن... :ff1 (34):


القصه رائعه،
تدل على عقليه مختلفه تماما، دائماً ما تبحث عن الغرابه في كل شي..


استمتعنا :ff1 (34):

أمَوآج آلشَرقَيهہْ♥ 11-02-2023 12:42 PM

رد: الرماديون ! ، مشاركة رقم واحد في مسابقة القصة
 
للصرآحه حلووه القصه مآشاء الله ..
وخيآل وآسع ب الفعل آستمعت ب القرآءة ..
سلمت الآيادي وب التوفيق ي رب ..


-


الساعة الآن 09:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
adv helm by : llssll
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
بسرقتك لأفكارنا وجهد اعضاءنا أنت تثبت لنا بأننا الأفضل ..~

This Forum used Arshfny Mod by islam servant